«رجعوا التلامذة يا عم حمزة للجد تانى.. يا مصر إنتى اللى باقية وإنتى قطف الأمانى».. بهذه الكلمات تغنى الفنان الكبير الراحل الشيخ إمام التى كتبها الشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، فقد أصبحت تلك الأغنية أيقونة كل عام مع بداية العام الدراسى الجديد حتى إن معظم مانشيتات الصحف والتقاير الإعلامية بالقنوات الفضائية تخرج تحت عنوان «رجعوا التلامذة».
هذه المقدمة البسيطة ليست للحديث عن الأغنية، وإنما لأننا فعليًا ندخل العام الدراسى الحالى، وهناك ثورة تغييرات أطلقتها وزارة التربية والتعليم من خلال العمل بالنظام التعليمى الجديد، الذى يتواكب مع افتتاح بعض المدارس اليابانية، ومتابعة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أكد على الاهتمام بهذا النظام من أجل تطوير التعليم، تجسيدًا للفكرة التى تبناها فى مؤتمر الشباب الأخير تحت مسمى «بناء الإنسان».
هنا أؤكد أننا أصبحنا على الطريق الصحيح لتعديل ما أصابنا فى السنوات الفائتة التى عانى فيها التلاميذ والأهالى بسبب تدهور حال التعليم، وتوغل مرض اسمه «الدروس الخصوصية»، بالإضافة إلى طمع أصحاب المدارس الخاصة الذى نهش الأخضر واليابس، وقضى على عذرية البناء الوجدانى للأطفال منذ الصغر حتى تحولوا لمادة خصبة للأفكار المتطرفة.
المعادلة ليست صعبة، فالوصول إلى النتائج المطلوبة يبدأ من وضع المعايير الصحيحة فى ميزان التعليم.. لذلك يجب التعامل مع النظام الجديد على أنه مشروع قومى لا بد أن نسانده جميعًا، لأن الاهتمام بالفكرة ومتابعتها سيصل بنا إلى تحقيق الأهداف، ونتمنى أن يرجعوا التلامذة ويجدون تطويرا فعليا على أرض الواقع من أجل بناء أجيال جديدة ناضجة ونافعة.. وللحديث بقية.