هناك أشياء تسمعها ولا تصدقها لأسباب عديدة، منها أن هذا كلام مكرر لا فائدة منه، وكذلك لأن قائل هذا الكلام تاريخه يدفعه للتوارى والاختباء لا الحديث والتشدق واتهام الناس بالباطل والحق، ومن هذه الأشياء الغريبة التى سمعتها مؤخراً ما قاله عبدالآخر حماد، مفتى الجماعة الإسلامية، ونقله الزميل كامل كامل، فى حق الأديب والمفكر الكبير عباس محمود العقاد، من أنه، أى العقاد، لم يكن ملتزماً بالسلوك الإسلامى، كما أن بعض كتاباته غابت عنها بديهيات الإسلام.
وبينما يناقشنى الصديق محمد عبد الرحمن فى هذا الكلام، استوقفنى اسم عبد الآخر حماد، قلت له، هذا الاسم ليس غريباً على أذنى، كأننى سمعته مؤخراً يتردد فى موضع «سوء»، فقلت فى نفسى بالتأكيد قرأت عنه، وقد كان ذلك حقاً، لذا سوف أقول لكم ما قرأته مؤخراً وورد فيه اسم هذا الـ عبدالآخر حماد، الذى يهاجم العقاد ويقول غلبت دنياه على دينه.
انتهيت مؤخراً من الكتاب المفيد والممتع «أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة» للكاتب الكبير محمد شعير، الذى ألحق بالكتاب عدداً من الوثائق المهمة منها اعترافات المتهم محمد ناجى الذى حاول اغتيال أديب مصر ورمزها الكبير نجيب محفوظ فى أكتوبر 1994 وفيه يسأله المحقق «ما علاقتكم بعمر عبدالرحمن والعناصر الهاربة فى الخارج والداخل؟ ويجيب المتهم: «عمر عبدالرحمن هو عالم الجماعة الإسلامية وفقيهها الكبير وصاحب مكانة بين صفوفها، وله الكثير من الكتب والكتابات التى تثرى العمل الجهادى، والرجل الثانى هو الشيخ عبدالآخر حماد، هارب بالخارج، فى المكانة الثانية باعتباره شابا متعلما ومثقفا فى الجماعة الآن، وهذا الرجل له كتاب «جواز تغيير المنكر وحد الرعية»، يوضح فيه الخطر الذى يواجهنا والأدلة الشرعية التى نستند عليها فى أعمالنا ضد النظام، وهناك مجموعات أخرى منها عبود الزمر وعصام دربالة وناجح إبراهيم وعاصم عبدالماجد جميعهم مسجونون الآن على ذمة أحداث 1981، ولهم كتابات تتحدث فى مختلف الأمور المتعلقة بعمل الجماعات ومواقفها وتشمل فتاواها وأحكامها وهى تفيدنا فى عملنا، تلك الكتابات هى دستور العمل داخل صفوف الجماعة على غرار كتاب ميثاق العمل الإسلامى الذى يحدد الأهداف التى ننشدها».
هذا هو أيها الناس عبد الآخر حماد، الذى يهاجم العقاد ويضع للناس نظريات الدين، إنه متورط بشكل أو بآخر فى الدم الطاهر الذى سال من نجيب محفوظ ومن غيره من الأبرياء فى مصر وغيرها.