تابعت باهتمام الجدل الذى أثارته مقالات الأستاذ محمد الدسوقى رشدى عن نهاية زمن الشيوخ، ولاحظت كم المرارة التى يشعر بها محبو هؤلاء المشايخ كلما تناولهم قلم بنقد أو مراجعة لأفكارهم وما فعلوه بعقول آلاف الشباب فى مصر على وجه الخصوص، ما يحيرنى دائمًا أن من يتصدون للدفاع تعليقًا على هذه الطروحات يقولون نفس العبارات القديمة وكأن شيئًا فى تفكيرهم أو نظرتهم للأشياء لم يتغير عبر عشر سنوات أو أكثر، إنهم مازالوا يحذرون من لحوم العلماء المسمومة وتلاميذهم المنتشرين فى جنبات الأرض، ويلمحون بأن الكاتب لا يستطيع تناول المسيحية بنقد مشابه، وتلك جميعها جدالات قديمة لا حل لها إلا بفهم حقيقى لجوهر الأديان التى تعلى من أهمية الأفكار والبشر على حد سواء، لكنها لا تمنح أيًا منهما قدسية منزهة عن النقد والمراجعة، وأخطر ما فعله عصر المشايخ هو السقوط فى متوالية التقديس حتى قادتنا إلى الاتباع الأعمى دون محاولة واحدة للتوقف من أجل التفكير قليلًا عند ما يفعله الزمن فى الأفكار والمشايخ.