تحتفل مصر بالذكرى الـ45 لانتصار أكتوبر المجيد، وهو اليوم الذى أعاد الكرامة العربية، وقضى على أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر.
وإذا كانت تلك الذكرى تمثل فرحة وأمل لكل المصريين، فإنها تعنى الكثير لأبناء مدينة القنطرة شرق أول مدينة تحررت فى مثل هذا اليوم يوم 8 أكتوبر على يد العميد البطل فؤاد عزيز غالى قائد الفرقة 18 مشاة وقتها، بعد أن حاصرتها داخليا وخارجيا ثم اقتحامها، ودار القتال فى شوارعها وداخل مبانيها حتى انهارت القوات المعادية، فى نحو 7 مواقع حصينة، واستولت الفرقة على كمية من أسلحة ومعدات العدو بينها عدد من الدبابات، وتم أسر 30 فردا للعدو وهم كل من بقى فى المدينة.
وفى عام 1980 عدت مرة ثانية إلى القنطرة شرق التى كانت تتبع وقتها محافظة شمال سيناء ثم انتقلت إداريا إلى محافظة الإسماعيلية بعد أن تم تهجير كل أهلها أيام حرب الاستنزاف، وترك الأهالى بيوتهم بكل ما تحتويها آنذاك،وكنت فى بداية المرحلة الابتدائية لمست بيدى ما تبقى من آلات ومعدات للعدو تم تدميرها، وكانت بقايا الطائرات والصواريخ والمدرعات منتشرة فى المدينة بجانب بقايا الملابس للجنود والدانات وغيرها من بقايا الرصاص والبارود.
وكانت تقريبا بقايا المعدات الحربية، هى ألعابنا التى كنا نلعب عليها انذاك فى وسط المدينة الباسلة بجانب الاستحمام فى قناة السويس وعبور "القناة باللنش" والقفز فى المياه الرائعة من فوقه.
مرت السنوات وتم تعمير القنطرة شرق، والتى تنتظر نهضة تنموية هائلة ضمن مشروع محور قناة السويس، بدءا من زيادة محطات الوقود لاستيعاب الكثافة السكانية مرورا بإنشاء مراكز توزيع السلع الخدمية ككل مدن القناة،ولا شك أن المدينة التى تمتد من حدود السويس إلى حدود بور فؤاد وحتى بالوظة بشمال سيناء ستكون صاحبة نصيب الاسد فى المدن العملاقة والمجتمعات العمرانية ونهضة تنموية غير مسبوقة، وإنشاء مصانع ثقيلة، ستوفر مئات الالاف من فرص العمل لأبنائها وأبناء مدن القناة ومصر عامة.
ولا شك أن المدينة تزامنا مع بناء المشروعات العملاقة والمراكز اللوجستية ستودع كل مشاكلها إلى مستقبل أرحب يعيدها إلى عصرها الذهبى ولا سيما انه تم الانتهاء من نفقين اسفل قناة السويس فى الاسماعيلية وبورسعيد ما يسهل حركة السيارات من والى القنطرة شرق وسيناء.
وأيضا مع إعادة الحياة لقطار الشرق السريع الذى كان يتحرك من القاهرة مروا بالقنطرة شرق إلى الشام.