خلال الشهور الأخيرة حققت القوات المسلحة والشرطة انتصارات متعددة على جبهة مواجهة الإرهاب، وجاء البيان 28 للعملية سيناء 2018 متزامنا مع احتفالات الذكرى 45 لانتصار أكتوبر، ليمثل تأكيدا للتقدم الكبير فى مواجهة الإهاب وتطهير سيناء من فلول الجرذان السوداء، لتكتب مصر نهاية للإرهاب على أرض سيناء، وتقدم درسا إلى دول المنطقة والعالم فى المواجهة الحاسمة مع تنظيمات كادت تجتاح المنطقة وتفرض سيطرتها وترفع راياتها السوداء.
وحتى يمكن تفهم العملية سيناء 2018 يحتاج المحللون للنظر على خارطة إقليمية معقدة، لأن الإرهاب فى مصر ليس محليا فقط، وليست التنظيمات الإرهابية مجرد خارجين على القانون، لكنها تنظيمات معقدة ذات امتدادات خارجية، يؤكد ذلك حجم ما يتلقونه من أسلحة ومعلومات. فى وقت كانت التنظيمات المماثلة تتوسع خلال سبع سنوات، وظهرت داعش والنصرة، مدعومين بمليارات قطر ودعم استخباراتى متعدد، بهدف تغيير الخريطة، ولهذا لم تتعامل مصر مع تنظيمات الإرهاب بسيناء على أنها مجرد تهديد محلى، لكنها كشفت من البداية أن هذه الإرهاب هنا مجرد جزء من شبكة متصلة على جبهات متعددة.
ارتفعت رايات داعش على مناطق مختلفة فى سوريا والعراق، وتم الإعلان عن مؤسسات تعليمية ومحاكمات وإعدام وحرق وقتل وتفجير، بينما بدا الأمر مختلفا فى مصر، فقد كانت المواجهة منهجية، إدراكا لحجم وتسليح هذه التنظيمات وعلاقاتها الخارجية، كجزء من إرهاب معولم، ينفذ مخطط التفتيت والعزل.
وحتى يمكن اكتشاف حجم الإنجاز الذى حققته قواتنا المسلحة يكفى النظر إلى حجم وشكل وتوزيع التنظيمات الإرهابية مثل داعش والنصرة فى سوريا والعراق وليبيا، وكانت هناك توقعات وتقارير كثيرة عن مخططات من رعاة الإرهاب بإرسال فلول داعش إلى مناطق مختلفة منها سيناء بمصر، وورد هذا على لسان الرئيس التركى رجب أردوغان. عندما قال إن هناك خططا لإرسال الإرهابيين إلى مناطق بالشرق الأوسط ومنها مصر.
يضاف إلى ذلك أن القوات تعمل بحرص شديد لكون حركتها وسط المدنيين، بينما لا يراعى الإرهابيون أى قواعد إنسانية، وبدت قوات الجيش والشرطة أقرب لمن يجرى جراحة لاستئصال ورم خبيث بين الأعضاء الحيوية للجسم، بكثير من الصبر والعمل المعلوماتى استمرت عمليات التطهير.
وجاءت البيانات الأخيرة استكمالا للمعارك البطولية التى يخوضها أبطال القوات المسلحة والشرطة والنجاحات المتتالية لتجفيف منابع الإرهاب وتدمير البنية التحتية للإرهاب، تدمير الأوكار وقطع الاتصالات، والضربات الاستباقية التى تجرى كجراحات دقيقة.
ومن هنا يمكن النظر إلى العملية سيناء 2018، فهى ليست عملية أمنية، وإنما حرب لإنهاء الإرهاب أثرت على مستقبل التنظيمات الإرهابية فى الشرق الأوسط، بل إن نجاح مصر انعكس بشكل مباشر وغير مباشر على مصير الإرهاب فى سوريا والعراق، وليبيا. فقد انعكس نجاح مصر فى هزيمة الإرهاب على خرائط التنظيمات فى المنطقة، ويوما ما سوف تظهر تفاصيل عن نهاية الإرهاب فى المنطقة بتوقيع مصرى.