«كل سنة وأنت طيب يا ملك».. أنت تصحو وتجد هذا الهاشتاج تريند على «السوشيال ميديا» احتفالاً بعيد ميلاد المطرب الكبير محمد منير، فبكل تأكيد ستشعر بسعادة غامرة لأن الكينج بالنسبة لجيلى وأجيال كثيرة ليس مجرد مطرب، إنما هو حالة غنائية فريدة، وستظل تعيش فى وجدان الجميع، وكلما مر الزمن يزداد حب الجماهير له.
النوبة أثرت فى وجدان وموسيقى محمد منير ومنحته تكوينه الفنى الخاص، هكذا قالت الكاتبة الصحفية والناقدة الفنية ناهد صلاح عن الكينج فى كتابها «حدوتة مصرية» التى عادت من خلاله إلى جذور منير، وكشفت عن مساحات مجهولة فى مشواره الذى بدأه ذات نهار سبعينى مغامرا دون أن تكسره أى ريح أو تنهزم أحلامه فى منحنيات الطريق، حتى أصبحت تجربته مميزة ومختلفة عن أبناء جيله.
منير بالفعل قيمة فنية حقيقية وسبب نجاحه يكمن فى أنه فنان ذكى، يمكنه التأقلم مع كل الألوان الغنائية بسهولة وبأسلوب هادف يرتبط بوجدان الناس، ويعشق الموسيقى ويحس بالنغم، إلى جانب التعبير بعمق فى غنائه، واستطاع بسمار بشرته وشخصيته المحبة ونفسه الطيبة أن يكون أكثر جاذبية، فقد أحب الحياة والناس بادلوه نفس الحب، وكما أثرت شخصيته على علاقته بالناس أثرت أيضًا على ما يقدمه من فن، وبصبره وعزيمته وصل إلى ما أراد وحقق النجاح الذى طالما تمناه، وأصبح من عمالقة المطربين فى تاريخنا، ومن يتابع مشواره الفنى يعرف جيدًا أنه جرىء، ولا يخشى من أن يجرب أى لون جديد، وذكاؤه الفنى ورغبته فى أن يقدم كل ما هو جديد جعله يحاكى كل ما هو جديد ومعاصر.. فنحن اليوم فى أشد الحاجة إلى سماع ألبوم جديد لمنير، لأن صوته وحشنا نظرًا لقدرته البارعة فى إعادتنا دائمًا لروائح الزمن الجميل، كما أنه ينظف أذننا من ضوضاء ما نسمعه هذه الأيام من البعض الذين يصفون أنفسهم بمطربين.. نحن لمنتظرون.