جيشنا اللى قدر يحقق النصر فى أكتوبر 73 العظيم ويقهر كل الظروف والتحديات، يقدر يحقق النصر على الإرهاب والدول الداعمة له، أيوه جيشنا اللى عملها مرة يقدر يعملها كل مرة، وزى ما صمم على استعادة أرضنا المحتلة وخوض المعركة مع العدو الشرس رغم كل التحذيرات من شبح الهزيمة لتفاوت القدرات والتسليح، يقدر مرة تانية يقهر العدو الجديد المتمثل فى جماعات الإرهاب المسلحة لنشر الفوضى فى الدول العربية وهدمها على رؤوس مواطنيها وتفجير المجتمعات من داخلها باستخدام شعارات إسلامية براقة وزائفة فى الوقت نفسه.
كلمات الرئيس السيسى فى الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة وضعت نقاطا كثيرة على الحروف، وحملت رسايل للمصريين وللخارج، وكشفت لنا عن الثوابت اللى لو تمسكنا بيها نحقق النصر فى كل معاركنا العسكرية والاقتصادية والتنموية، وأول الرسايل دى كانت طمأنة المواطنين بإن جيشهم الوطنى قادر على حمايتهم من كل شر، وإنه زى ما قدر يحقق العبور العظيم وكسر شوكة العدو المحتل، يقدر يواجه قوى الشر الجديدة ويدحر الإرهاب اللى عايز يقسمنا وينشر الفوضى فى مجتمعنا ويهدم كل اللى بنبنيه
الرئيس أراد أن يؤكد لنا التشابه بين معركة الأمس ومعركة اليوم التى يخوضها جيشنا، ويؤكد لنا أيضا الفوارق بين المعركتين، التشابه فى أن المجتمع المصرى صبر وتحمل خلال حرب الاستنزاف قبل المعركة الفاصلة وأثناء حرب أكتوبر وبعدها بسنوات حتى تحقق السلام، وهو اليوم يتحمل ويصبر أيضا لمواجهة شرور جماعات الإرهاب ومحاولاتها نشر الخوف واليأس فى القلوب أو الإيهام بأن هناك مناطق من الدولة المصرية خارجة عن السيطرة، وكما كان الشباب يدخل الجيش بعد هزيمة 1967، وهو لا يعرف متى تنتهى فترة تجنيده، والمجتمع كله يعانى الحرمان لتوجيه مقدرات الدولة نحو إعادة بناء الجيش، اليوم أيضا يواجه المصريون الظروف الاقتصادية الصعبة ويخوضون حرب التنمية إلى جانب الحرب ضد الإرهاب.
أما الفارق الكبير بين ظروف حرب أكتوبر 1973 والحرب الحالية على الإرهاب، أن حرب الأمس كانت ضد خصم ظاهر وواضح، حتى أطماعه والدول الداعمة له كانت واضحة ويمكن التعامل معها، أما حرب اليوم فهى ضد عدو غامض ليس له مكان جغرافى واضح يتمركز فيه وليس له كيان، بل إن بعض أفراد هذا العدو منا يشبهوننا ويحملون جنسيتنا المصرية، ولكنهم بدل أن يساهموا فى معركة التنمية والبناء، تم غسيل أدمغتهم بصورة أو بأخرى، ليتحولوا إلى أدوات فى أيدى قوى الاستعمار الجديد التى تريد إعادة تقسيم وتخطيط بلدنا والمنطقة العربية بكاملها.
عدو الأمس ظاهر وواضح ويمنحنا جيشا وشعبا فرصة التخطيط والتعامل معه لتحقيق النصر، أما عدو اليوم فهو شبح يسعى لنشر الخوف فى قلوبنا بنشر الشائعات والأخبار الكاذبة تارة أو بعمليات إرهابية تارة أخرى أو باستهداف رموز المجتمع تارة ثالثة، وكل ذلك وفق تخطيط مدروس لأشكال الحروب الحديثة قليلة التكلفة بالنسبة لقوى الاستعمار الجديد الذى يستهدف هدم مجتمعنا وكسر إرادتنا وهزيمتنا بأيدينا ومن داخلنا، ورغم خبث الفكرة وبراعة التخطيط، وتمكن المخططين إلا أن مسعاهم ضدنا يتحطم على صلابة قواتنا المسلحة وإصرار جيشنا على حماية ترابنا ومجتمعنا حتى لو بذل فى سبيل ذلك الدم والروح.
ومثلما نجح الضابط المصرى والجندى المصرى فى قهر أصعب الموانع التى صنعها العدو بعد هزيمة 1967 على الضفة الشرقية للقناة، من خلال الوعى بقضيتنا العادلة والإيمان بتحقيق النصر أو الشهادة، فإننا اليوم فى تحد لنشر الوعى الحقيقى بطبيعة المخاطر التى تحيطنا والعدو الخفى الذى نواجهه والجماعات المتطرفة داخلنا، التى تستخدمها قوى الاستعمار الجديد لهدم ما نبنيه، علينا جميعا المساهمة فى المعركة ضد الإرهاب والاستعمار الجديد بنشر الوعى بطبيعة هذه المعركة وأدوات العدو الجديد لهدمنا، من خلال الأكاذيب والشائعات ومحاولات تيئيستا، فالانتصار الحقيقى أن نكون يدا واحدة ومجتمعا متماسكا يبنى وينتج ويواجه الإرهاب فى وقت واحد.