ماذا نتعلم من ذكرى تحرير طابا؟..احتفلت مصر والقوات المسلحة أمس بمرور 27 عامًا على رفع العلم المصرى على طابا، فقد كان 19 مارس 1989 علامة فارقة فى تاريخ مصر الحديث، لأنه كان إعلانًا رسميًا عن عودة جميع أراضى مصر المحتلة إلى كامل السيادة المصرية.. عادت أرض مصر بحرب 1973 ثم استكملت الملحمة بالعقلية المصرية.
نعم العقلية المصرية، لأن عودة طابا كانت نتاج معارك ضارية خاضتها الدولة المصرية ضد إسرائيل، لكن هذه المرة لم تكن بالسلاح، إنما بالفكر والحجة القانونية والتاريخية، وأيضًا بالتلاحم بين عناصر الفريق الواحد الذى ضم قامات علمية وتاريخية من مشارب سياسية مختلفة، لكنهم اجتمعوا تحت سقف واحد، فالقرار السياسى وقتها كان تشكيل فريق واحد، ضم السياسى والدبلوماسى والعسكرى والقانونى والتاريخى، تخلى كل منهم عن أيديولوجيته أو فكره السياسى، واعتنقوا جميعًا فكرًا واحدًا، هو الوطنية المصرية، فتحولت معركة تحرير طابا إلى ملحمة مكملة لنصر أكتوبر العظيم، وكانت النتيجة أننا أمام نصر يحق للمصريين التباهى به أمام العالم بجيشهم العظيم، وبصلابة وفكر وعلم أبناء مصر، ففريق الدفاع عن طابا ضرب المثل فى الوطنية، وإعمال العقل فى مواجهة عدو مراوغ لايقبل ولا يفهم سوى لغة القوة.
دروس كثيرة يجب أن نتعلمها من ملحمة طابا، أهمها بالطبع توجيه التحية لأعضاء الفريق المصرى الذى ضم 24 خبيرًا، خلدتهم وكرمتهم ثورة 30 يونيو بقرار جمهورى أصدره الرئيس السابق عدلى منصور عام 2014، وشملت قائمة الشرف الدكتور وحيد رأفت، نائب رئيس حزب الوفد، رحمه الله، والدكتور مفيد شهاب، والمرحوم الدكتور حامد سلطان، والمرحوم المستشار محمد فتحى نجيب، والمستشار محمد أمين العباسى المهدى، والدكتور جورج ميشيل جورج أبى صعب، والمرحوم الدكتور صلاح محمود فوزى عامر، والدكتور أحمد صادق القشيرى، والمؤرخ المرحوم يونان لبيب، والدكتور نبيل العربى الذى كان يشغل منصب رئيس الإدارة القانونية بوزارة الخارجية، والمرحوم الدكتور أحمد عصمت عبدالمجيد، والمرحوم السفير أحمد ماهر السيد، والسفير إبراهيم يسرى حسين عبدالرحمن، والسفير الدكتور حسين عبدالخالق حسونة، والسفير مهاب مقبل مصطفى مقبل، والسفير أحمد أمين أحمد فتح الله، والسفير وجيه سعيد مصطفى حنفى، والسفير محمود أحمد سمير سامى، والوزير المفوض محمد محمود جمعة، واللواء عبدالفتاح محسن، مدير المساحة العسكرية، والمرحوم اللواء أ.ح فاروق أحمد لبيب عبداللطيف، والمرحوم اللواء محمود محمد أحمد القرش، واللواء بحرى إسماعيل محسن عبدالحميد حمدى، واللواء أ.ح متقاعد أحمد خيرى عبدالرحمن حسن الشماع، والمرحوم اللواء مهندس محمد كامل عبدالناصر الشناوى، بالإضافة إلى كل من المرحوم الدكتور يوسف أبوالحجاج إبراهيم، والسيد محمد نبيل محمد أمين صادق، والسيد محمد إبراهيم محمد الدويرى، والمرحوم الأستاذ الدكتور محمد طلعت الغنيمى.
هذه القائمة يجب أن تكون مخلدة فى تاريخ المصريين ووجدانهم، لأنهم استطاعوا الذود عن بلدهم فى محراب العدالة الدولية، بعدما حاول الإسرائيليون استقطاع جزء من مصر ورفضوا إعادته لنا، حينما أثار الإسرائيليون مشكلة خلال تنفيذ انسحابهم من سيناء، والمشكلة كانت حول وضع 14 علامة حدودية أهمها العلامة «91» فى طابا، وبعدها افتتحت إسرائيل فندق سونستا وقرية سياحية، وأدخلت قوات حرس الحدود إلى طابا، فقامت الحكومة المصرية بالرد عن طريق تشكيل اللجنة القومية للدفاع عن طابا، وتشكلت بالخارجية المصرية لجنة لإعداد مشارطة التحكيم، وعقب قرار مجلس الوزراء الإسرائيلى بالموافقة على التحكيم، تم توقيع اتفاقية المشارطة بمشاركة رئيس وزراء إسرائيل السابق شيمون بيريز فى 11 سبتمبر 1986، والتى قبلتها إسرائيل بضغط من الولايات المتحدة، وهدفت مصر من تلك المشارطة إلى إلزام الجانب الإسرائيلى بالتحكيم وفقًا لجدول زمنى محدد بدقة.