أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال كلمته أمام مجلس الفيدرالية الروسى الأسبوع الماضى، أن الإرهاب يمثل تهديدا خطيرا على الإنسانية بأسرها وتفكيك مفهوم الدولة الوطنية يشكل خطرا وجوديا على أمن المنطقة والعالم كله، فهذه ليست المرة الأولى الذى يؤكد فيها على هذا الكلام، خصوصًا أنه أشار إليه فى معظم المناسبات التى يشارك فيها سواء داخلياً أو خارجيًا على حتمية حماية الدولة الوطنية، وهو الأمر الذى يستحق منا التأمل والمتابعة بحثًا عن وضع خطط لإنقاذ الأجيال الجديد من الأفكار المسمومة التى تسعى لتخريب عقول أبنائنا الصغار.
اللعب فى عقول أبنائنا عبر مواقع التواصل الاجتماعى هو أخطر ما يواجهنا فى الوقت الراهن بسبب كثرة الشائعات المغرضة التى تداهم بلادنا للقضاء على مفهوم الدولة الوطنية والبحث عن فكرة تفكيك وطنا العربى تحديدًا إلى دويلات صغيرة، من أجل الخضوع الدائم أمام العالم الغربى الذى يسعى بكل شتى الطرق لنسف مفهوم التوحد لدى العرب لعملهم أنه حال تحقيق ذلك ستظهر قوى عظمى جديدة عالمياً لن يستطيع أحد الوقوف أمامها، وللأسف نحن هنا فى عالمنا العربى من يساعد المخططات الخارجية لتنفيذ أجنداتها. هذا الكلام يجعلنى أعيد السؤال الذى طرحته سابقًا: كيف نحافظ على هوية وطننا العربى أمام هجمة التطور التكنولوجى؟.. الإجابة على هذا السؤال لا تحتاج إلى كلام، لأنه لابد أن نخرج حاليًا من ملعب الأقوال إلى الأفعال، والدور الأكبر هنا يبدأ من الأسر المصرية التى يجب أن تحمى أبناءها منذ الصغر فى مواجهة الشياطين الذين يدمرون أفكارهم من أجل تجنيدهم للعمل ضد مصلحة بلدهم عبر إثارة البلبلة والشائعات ضد الأنظمة الحاكمة من نافذة «السوشيال ميديا»، إذن الحل يكمن - مثلما قلت فى أكثر من مقال سابق، فى أن نعمل جميعًا على نهضة بلادنا وتنفيذ مفهوم القومية العربية عبر إيجاد طرق فيما بيننا كعرب للتوحد بدلاً من التفرقة؟.. فهل نفهم الدرس؟!