الحديث عن ثورة غالبا ما تكون خطاباته ذات طابع خاص، وتتصف بصفات مشتركة مثل ما يستخدم فيها من الكلمات الرنانة والشعارات المتحمسه وأهداف سياسية كامنة في تفاصيله محددة، ومن الممكن أن يضع لها الثوار استراتيجات لها إيقاعها الخاص، وطبعا وكما تكونت عندنا طقوس ثورية وأصبحنا شعب منتج ومصدر للثورات، لا يمكن أن أنسى في هذا السياق المليونيات في كل ميادين التحرير.. كانت أيام.
لكن الحديث عن ثورة ثقافية شيء آخر، عن حرب ضد المجهول عن مواجهات مباشرة مع الأفكار والقيم والإبداع الذي من المفترض أن ننتصر له ونحارب من أجله، نحن الجنود الثائرين الأوفياء للرب.
السفينة مازالت في الصحراء عارية لم يكتمل هيكلها بعد، وتنتظر أمطار من الكلمات والأنغام والألوان تحملها على متن أمواجها، تنتظر رياح القصائد الناعمه، وتنتظر أن تمسك بأوتار شراعها أبطال رواية، تنتظر السفينة عازف الكمان في مقدمتها، وتنتظر مجاديف الفلاسفة، وتنتظر أن تقبض على دفتها حكمة الشعراء.
ثورة ثقافية نعم ولما لا! ثورة على كل شيء ماضوي على الجهل والتخلف على الفساد والبيروقراطية، على الأفكار المتطرفة والسلفية، ثورة على الهمجية والتعصب الديني، ثورة نلتئم بها مع العالم، ونعيد مجد حضارتنا.
لماذا نكتفي بكتابة بعض الآراء أو الإنتقادات على صفحات التواصل الإجتماعي أو الثرثره على المقاهي، بينما نترك الشارع جاف من أي إبداع.
ولماذا نكتب ونألف الموسيقى ونرسم اللوحات بينما لا يصل إلى الشارع إلا كل ما هو قبيح فلماذا الإبداع إذن؟ وهل نكتب لأنفسنا ونغني ونرسم لها؟ أم لنتنافس على الجوائز والمناصب؟ لا بد من وقفه نتأمل فيها العالم الذي نرفض الحياة فيه ويضيق بنا، فمن يعيد تشكيل العالم؟ ويضخ فيه الدماء الطازجة ويصدم قلبه بصدمات أفكاره ليعود للحياة.
لن تضيف فقرة تحتوي على شرح أوتحليل لكيفية تجريف العقل المصري" ولا أستثني نفسي" وترسيخ الخوف في أعماق القلوب من النظام عن طريق وزارة الداخلية في أي شيء، فكل من يقرأهذا المقال يعرف جيدا أن الشعب المصري يعاني منذ أكثر من 30 عام من الجهل والفقر والمرض.
كتبت في مقال سابق هنا بموقع "
انفراد" أنه واهم من يعتقد أن الحرية يكفلها القانون والدستور ويقف عند هذا الحد، فالحرية هي الإنسانية ذاتها وعين الوجود، ونحن المبدعون حراس هذة الحرية ولاشيء يشغلنا سواها ومن خلالها ندخل عالم الإبداع، فلماذا نحيا على هامش الأحداث وننتقد ونسخر ونبدي برأي هنا أو هناك من على بُعد، رغم أن دورنا الحقيقي والأصيل في اتجاه الإنسانية والوطن أن نكون نحن شباب المبدعين من يصنع الأحداث بكل طاقتنا الإبداعية.. وللحديث بقية
إنتظرني أكتب لك