فى مناخات تسيطر عليها المعرفة القادمة عبر الإنترنت، لا يمكن أن نمنح الثقة الكاملة لقصور الثقافة فى القدرة على نشر التنوير أو حتى تشجيع الثقافة نفسها، لست ضد أن يكون للدولة أذرع ثقافية فى كل شارع وقرية ومدينة، شريطة أن يكون هذا التواجد مرهونًا بالتطور الحاصل فى وسائط المعرفة والترفيه أيضًا، فلا يمكنك إقناع طفل يقضى وقته كاملًا رهينة لشاشة الموبايل والتابلت أن يذهب لمكتبة مزدحمة بالكتب الورقية، هو الآن يعرف عن العالم والمستقبل أكثر منك ومنى، وله هوايات وذائقة ثقافية قد لا نفهمها، وتلك تمثل معضلة كبيرة حين نطالبهم بالتكيف مع وسائلنا دون محاولة من طرفنا للتعرف على عالمهم.