الإرهابيون الخونة يسعون دائمًا إلى تحويل حياتنا من حياة مليئة بالأمل والبحث عن مستقبل أفضل إلى حياة مليئة بالضغوط وخالية من البسمة، مليئة بالمتاعب وخالية من الود وصلة الرحم، مليئة بالعنف والبلطجة وخالية من الأمن والأمان، لكن لن تنجح محاولاتهم أمام أبناء الوطن الواحد الذين يعلمون جيدًا هذه المخططات ومثلما تصدينا لها على مدار التاريخ الفائت سنتصدى لها دومًا، وهنا أؤكد أن حق أخواتنا الذين استشهدوا على يد الإرهاب الخسيس أثناء الذهاب إلى دير الأنبا صموئيل فى المنيا يوم الجمعة الماضى لن يضيع، فأنا على ثقة تامة بأن قوات الأمن لن يغمض لها جفن قبل الثأر من هؤلاء الخونة.
بكل تأكيد إننا جميعا نعلم مدى الحزن الشديد لأسر هؤلاء الضحايا لأنهم ماتوا بلا ذنب، فوجع الفراق من أصعب الأشياء فى الحياة، وكان وجع القلوب أكبر بسبب صور الأطفال المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى بعد الحادث، وهنا أؤكد أن الدموع التى سقطت من كل أم لفقدان ابنها خلال السنوات الأخيرة بسبب الإرهاب الغاشم يجب أن تجعل كل واحد منا يبحث عن ضوء خافت ينير به طريقه وسط العتمة من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا، فكل دمعة من دموع الأمهات تطالبنا بالتكاتف يدًا واحدة للتصدى أمام المخططات الإرهابية من أجل سحقه، وأقول لكل أب وأم فقدوا ابنا أو أخا: لا تبكوا فهم سيظلون نقطة فارقة فى تاريخنا، فأرواحهم تمتزج بتراب الوطن ولا يمكن أن ننساهم مهما طال الزمان، فهم فقدوا أرواحهم، لكنهم علمونا معنى حب الوطن والصبر حتى نهزم المخططات الإرهابية، فى النهاية أتمنى ألا نشاهد مثل هذه الصور مستقبلًا، وأن تكون الأيام المقبلة كلها صفحة بيضاء مليئة بالخير للجميع، ويتم القضاء على الإرهاب الأسود نهائيًا، ولا نرى دماءً بريئة تسيل فى أرض بلادنا من جديد.