الهدف واضح والرسالة صريحة من أذناب الإرهاب وأجهزة الاستخبارات العدوة إلى عموم المصريين: «لن نسمح لكم بالفرحة أو النهوض، وسنعمل دائما على تعكير صفوكم بالعمليات الإرهابية الخسيسة التى تستهدف المواطنين الأبرياء العزل، ولن ندعكم تمتلكون الأمل فى المستقبل.
لن نسمح باستمرار اهتمام وتفاعل الدول الكبرى والمجتمع الدولى بأى نجاح تحققونه على صعيد الأمن أو الاقتصاد أو السلام الاجتماعى.
سنسعى إلى شق صفوفكم بالفتنة من خلال استهداف الأقباط والكنائس وكأنهم الفئة الأضعف التى لا تتمتع بالحماية الكافية.
سنعمل على تصوير بلدكم دائما أنها غير آمنة لمنع اقتصادكم من النمو، ووضع العقبات أمام عودة الاستثمارات الخارجية.
سنسعى لتهريب أحدث الأسلحة والمواد المتفجرة وإعداد الفخاخ والأكمنة واستخدام الانتحاريين لضرب المنشآت المهمة ودور العبادة.
باختصار نحمل الموت والدمار لكم، ولن نتوقف عن إيذائكم».
رسالة الإرهابيين ومن وراءهم واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج إلى ترجمة أو تفسير أو تشكيك، لكن رد المصريين أيضا واضح وحاسم ومباشر.
المصريون الذين التفوا حول أسر ضحايا حادث دير الأنبا صموئيل فى المنيا، لأن الشهداء الذين اغتالتهم يد الإرهاب لم يكونوا هم المستهدفين وإنما المستهدفون هم عموم المصريين فى أمنهم وبلدهم واقتصادهم وسلامهم الاجتماعى ومحاولتهم للنهوض والتنمية الشاملة، وجاء الرد واضحا وسريعا من كل قيادات الدولة بدءا من رئيس الجمهورية الذى أعلن بوضوح استكمال مطاردة واجتثاث الإرهاب الأسود ومعاقبة الجناة أينما كانوا.
الرد الثانى جاء من البابا تواضروس الذى أكد أن أثمن ما نملكه هو وحدتنا وتماسكنا، وأن مثل هذه الأحداث تزيدنا صلابة ونحن نصلى من أجل الشهداء ومن أجل المصابين ومن أجل سلام بلادنا، ونصلى أيضا من أجل المعتدين، لأنهم فى غيبوبة، لأن ما يسببونه من حزن وألم داخل مجتمعنا المصرى لن يحقق شيئا على الإطلاق، وأن مصر بتماسكها وقوتها سوف تهزم هذا الارهاب لأننا أهل خير ونسعى إلى كل الخير ولا نبغى الشر لأحد.
قولا واحدا، الإرهاب لن يخيفنا نحن المصريين، ولن يثنينا عن بناء بلدنا واستكمال مشروع النهضة والتنمية الشاملة، إذا نزلت الشارع سواء فى المنيا التى شهدت العملية الإرهابية الخسيسة، أو القاهرة أو أية محافظة أخرى وسألت الناس، هل تخافون من عودة العمليات الإرهابية للإخوان؟ سيردون عليكم إما بالنفى الغاضب أو بابتسامة الاستهانة، لأن ما عبره المصريون من مخاطر وأهوال كبير وكثير، وما مروا به من محاولات التخويف والعقاب العشوائى على إسقاطهم جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم، لا يتحمله إلا شعب شجاع يعرف ماذا يريد ومتى يدافع عن مصالحه الحيوية.
نحن جميعا نعرف ماذا نريد، نريد بلدنا آمنا مستقرا، ونريده مزدهرا اقتصاديا، ونريده فى طليعة الأمم والشعوب سياسيا وثقافيا وفنيا ورياضيا، ونحن نسعد بإنجازاتنا فى جميع المجالات، ونعرف أن ما حققناه يغيظ الأعداء والمتربصين ويجعل الحسرة فى قلوبهم لفشل جميع مخططاتهم لضربنا بالإرهاب والفوضى والحرب الأهلية وزراعة التطرف فى مجتمعنا، ونعرف أيضا أن خلاصنا يبدأ من دعمنا جميعا كمصريين لدولة المؤسسات.
لن نتوقف عن الحياة، لأن مجموعة من الكلاب المسعورة قتلت أبرياء منا وهم يزورون دير الأنبا صموئيل، ولن نبلغ من وراء هؤلاء الكلاب غايتهم بإحباطنا وكسر إرادتنا وإخافتنا، لن نحبط أبدا، وسنذهب إلى أعمالنا لنضاعف إنتاجنا وجهدنا حتى نبنى بلدنا، ولن تنكسر إرادتنا أبدا أمام هجمات الكلاب الجبناء، بل نحن موقنون بيأسهم وهوانهم وهزيمتهم واجتثاث جذورهم من أرضنا، كما أننا لن نخاف على حياتنا وأعمالنا، وسنواجه هؤلاء الإرهابيين مع الجيش والشرطة، إيمانا منا بأن معركة الإرهاب هى معركتنا جميعا، معركة كل المصريين.