أفريقيا التى فى خاطرى.. وربيع السينما المصرية

يبدو أننا لم نعد فى زمن الأحلام كل شىء صار من شدة واقعيته رمادى، ولكن يبدو أنه يعيش بيننا هؤلاء القادرون على التعامل مع رمادية الواقع بوعى، انطلاقا من هذا يأتى إصرار سيد فؤاد والقائمين معه على مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، تلك النافذة المفتوحة على أفريقيا التى يصر القائمون على المهرجان على أن تظل مفتوحة رغم المعوقات والصعوبات، إلا أن هناك إرادة حقيقية وفاعلة ترفض أن يموت المهرجان أو يذهب إلى أجل غير مسمى، مثل العديد من المهرجانات التى كانت تقيمها الدولة ثم ذهبت فى خبر كان.

وأعتقد أن أزمة التمويل التى تصادف المهرجان كل عام هى أزمة كاشفة بشكل عام لنظرة الدولة ووزارة الثقافة والوزارات الأخرى مثل السياحة، وهى نظرة فى ظنى دونية، ويحتل الفن فيها ذيل القائمة، وأمام هذه الحالة لم يكن يملك القائمون على المهرجان إلا حلين لا ثالث لهما تأجيل انعقاد الدورة أو اللجوء لإقامتها، وهذا ما حدث، على أن يتم تخفيض قيمة جوائز المهرجان إلى النصف وهذا ما حدث فعلا، حيث اضطرت إدارة المهرجان لاتخاذ ذلك القرار بعد العجز الذى تتعرض له ميزانية المهرجان الذى يقل كثيرًا عن المبلغ المتفق عليه مع الجهات المانحة رغم أهمية تلك الجوائز للمجال الفنى، حيث إنها تسهم فى دعم الفنانين الأفارقة لإنتاج أفلامهم المقبلة، إلى جانب أهميتها على المستوى القومى، حيث تربط الفنانين من شباب القارة الأفريقية بمهرجان الأقصر الأفريقى وبمصر، وتضع المهرجان فى مكانة لائقة باسم مصر بين المهرجانات الدولية المماثلة، ويستعيد روابطها بمحيطها الأفريقى والتى تقطعت، وأرى أن ما حدث من إدارة المهرجان كان شجاعة حقيقية لأن تخفيض قيمة الجوائز هو سلاح ذو حدين، وقد يفقد الثقة فى المهرجان وإدارته من جانب المخرجين الأفارقة المشاركين، ولكن إدارة المهرجان اعتمدت على الرغبة فى الإنجاز وتواصلت مع عدد من الأطراف، لتؤكد أن ما يحدث هو أزمة طارئة، وأن الأمل لا يزال قائما، وعلينا إلا نغلق النافذة مع أفريقيا التى نحن جزء أصيل منها، ولكن الأهواء السياسية أنستنا ذلك، وهو أيضا نافذة لأهل الأقصر الذين يعانون من غياب كامل للثقافة، وهو ما يعكسه الإقبال الجماهيرى على العروض، ووجود نجم مثل دانى جلوفر الذى يبدو أنه وقع فى غرام مدينة الأقصر الساحرة التى نعرف نحن قيمتها الحقيقية ولا نقدرها ونعطيها مكانتها التى تستحق، القائمون على المهرجان يستحقون التحية وكل الدعم الإعلامى من ليواصل المهرجان إطلالته.

ربيع السينما يبدأ عرض عدد من الأفلام المختلفة فى هذا الأسبوع وهى الأفلام التى تحمل روحا مختلفة، وتثير العديد من القضايا الفكرية والإنسانية، ومن هذه الأفلام نوارة للمخرج هالة خليل وبطولة النجم محمود حميدة ومنة شلبى، وعدد كبير من الفنانين المخضرمين، تتركز أحداث الفيلم حول فتاة من حى شعبى تدعى نوارة «منة شلبى»، التى تعيش قصة حب مع على خلال الفترة التى اندلعت خلالها ثورة الـ25 من يناير وبعدها، مستعرضًا أثر ما كان يجرى فى مصر خلال هذه الفترة، والفيلم تأليف وإخراج هالة خليل، ويعرض أيضا فيلم حرام الجسد للمخرج خالد الحجر، وهو الفيلم الذى من المتوقع أن يثير الكثير من الجدل.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;