لم تك وزارة الداخلية يوماً من الأيام تضيع ثانية من الزمن من أجل حماية أمن المواطن، وضمان سلامته، وبالرغم من الضغوط التى يتعرض لها رجال الشرطة على السوشيال ميديا من قبل بعض رواد فيس بوك الذين يتحولون عقب كل حادث إرهابي من مواطنين لخبراء أمنيين، كلُ يدلي بدلوه، متحدثين عن الخطط الأمنية و"سوبر مان" الذى كان ينبغي أن يتواجد في المكان والزمان، إلا أن كل ذلك لم يشغل "العيون الساهرة" عن أداء واجبهم المقدس فى حفظ الأمن.
حادث "المنيا الإرهابي" الذى استهدف مواطنين أبرياء عقب عودتهم من دير الأنبا صموئيل بالظهير الصحراوى الغربى، مثل غيره من الحوادث الإرهابية كان بمثابة مادة دسمة لخبراء السوشيال ميديا والمحللين والمنظرين وأصحاب الياقات البيضاء، الذين يجلسون أسفل التكييفات ويتحدثون عن رجال الشرطة الذين يتحركون فى الشوارع صيفاً أسفل حرارة الشمس الحارقة، وفى برودة ليل الشتاء القاسى.
وزارة الداخلية كعادتها، لا تفكر فى شىء سوى المواطن، نعم المواطن فقط، وحفظ حقوقه في حياته وبعد مماته، لذا انتفض رجال الشرطة للقصاص من الجناة، ولم تمر سوى سويعات حتى كان القتلة عبارة عن أشلاء فى قلب الصحراء.
وعندما بردت نيران الجسد، واستراحت قلوب أسر الشهداء، بسبب القصاص العاجل من الجناة، توجه اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، لقداسة البابا تواضروس الثانى، لتقديم واجب العزاء، فى مشهد يؤكد أن مصر دولة قوية لا تفرط فى نقطة دم لمواطنيها.
زيارة وزير الداخلية لم تقتصر على تقديم واجب العزاء، وإنما كانت الرسائل الأمنية القوية حاضرة، حيث أكد وزير الداخلية أن مثل هذه الحوادث لن تزيد المصريين إلا تكاتفاً وتآزراً، فمصر الكنانة قادرة بعون الله تعالى وبترابط نسيجها الوطنى على دحر فلول الإرهاب، وأن رجال الشرطة كانوا وسيظلون فى تكاتف فريد مع جموع الشعب المصرى العظيم يمثلون لأمن الوطن درعاً، ويرجون لمسيرتها فى التنمية الإزدهار.