الرياضة مكسب وخسارة، ولا يوجد فريق يفوز على الدوام، ولكن العبرة بأن تؤدى ما عليك، وأن تبذل الجهد والعرق فى الملعب حتى لو خسرت، ستخرج من المباراة مرفوع الرأس وراضيا عن نفسك، لأن الخسارة ساعتها ستكون مرتبطة بعوامل أخرى خارجة عن إرادتك، ومنها توفيق المنافس أو حتى الفصول الباردة للساحرة المستديرة التى إذا غضبت أو استعصت أو عاندت تشبه الدنيا أو المرأة الجميلة لا يمكن أن تنال منها شيئا مهما فعلت.
لماذا أقول هذا الكلام وأبدأ بمقدمة من البديهيات وأنا غاضب وحزين من الأهلى وعليه، ليس بسبب الخسارة بثلاثة أهداف نظيفة أمام الترجى التونسى فى استاد رادس، وفقدان الأميرة السمراء للعام الثانى على التوالى، لا أنا حزين على اسم النادى الأهلى وعلى تاريخه، لأن اللاعبين أضاعوا روح الفانلة الحمراء على استاد رادس، بينما ظن الجميع فيهم خيرا بعد الجولة الأولى فى استاد برج العرب التى نجحوا فى الخروج منها فائزين بثلاثة أهداف لهدف واحد، إلا أنهم خيبوا الظنون فيهم، وظهروا كالأشباح لا يستطيعون ركل الكرة أو الجرى وراءها، كأن فى أقدامهم رملا وكأنهم سافروا إلى تونس سيرا على الأقدام فنزلوا ملعب المباراة وهم مرهقون لا يريدون اللعب.
الأهلى فى نهائى دورى أبطال أفريقيا 4 مرات أولها عام 1983 أمام أشانتى كوتوكو الغانى، وفى عام 2007 أمام النجم الساحلى التونسى، وفى 2017 أمام الوداد المغربى ثم فى 2018 وللعام الثانى على التوالى أمام الترجى التونسى، فهل من المعقول أن يخسر الأهلى كبير كبراء أفريقيا كأس الأميرة السمراء، بعد أن يقطع المشوار للنهائى مرتين متتاليتين، أى بنفس مجموعة اللاعبين؟ المؤكد أن هناك خطأ ما، خطأ فى اللاعبين، خطأ فى التشكيل، خطأ فى الاعتماد على مجموعة اللاعبين هذه أصلا، وكثيرون منهم لا يستحقون ارتداء قميص الأهلى.
والأغلب أن كثيرا من لاعبى الفريق الذين خسروا نهائى أفريقيا مرتين متتاليتين لا يستحقون ارتداء قميص الأهلى، طيب، من المسؤول عن استمرارهم وبقائهم على مدى المواسم الماضية؟ ومن المسؤول عن عدم تغيير دماء الفريق والاستعانة بأفضل العناصر المحلية والأجنبية؟ هل الأهلى فريق فقير ماديا حتى لا يستقطب أفضل العناصر المحلية والأجنبية؟ أم أن الأمر فى الرؤية الفنية وفى طريقة اللعب وفى العناصر التدريبية المساعدة التى تعمل على بناء القدرات النفسية للاعبين وفق شروط كل مباراة؟
لا بد أن نعرف فعلا من المسؤول عن ظهور فريق الأهلى بهذه الصورة البائسة، مستوى هزيل، ولاعبون متكاسلون، وانعدام للروح القتالية، وعدم إدراك معنى وقيمة قميص النادى، والغياب عن الميدان فى المباريات الفاصلة والعجز عن علاج الثغرات القاتلة للفريق التى تكلفه خسائر مذلة وتنال من تاريخه، حتى أصبح الفريق أسدا عجوزا بلا أنياب، يرجو الفرائس والبطولات أن تسمح له باصطيادها عكس قانون الطبيعة وموازين القوى التى خلقها الله على الأرض.
لا يصح أن نتعامل مع أزمات الفريق الأول بدفن الرأس فى الرمل، وترديد عبارات محفوظة عن تاريخ النادى، وكيف أن الخسارة واردة فى الرياضة، والاكتفاء بإحالة أمور الفريق إلى المدير الفنى، بينما الفريق مكبل بلاعبين ضعاف فنيا، دخلوا النادى بالواسطة، ولا يصلحون للعب فى فريق درجة ثانية، أو عدم وجود البديل الكفء فى مراكز عديدة لفريق المفترض أن ينافس على جميع البطولات التى يشارك فيها، هل نضحك على أنفسنا ونقول إن المركز الثانى فى البطولة الأفريقية منحنا 22 مليون جنيه، وأن الوصول للنهائى شرف، والأمور على ما يرام، ثم نغرق فى تفاصيل الدورى المحلى الممل؟ أم نقف وقفة حقيقية لإعادة تطوير منظومة الكرة بأكملها، وفى مقدمتها الفريق الأول بتدعيمه بصفقات سوبر؟