على الرغم من كون فيلم الجمال الجانبى أو Collateral Beauty لم يرض طموح المشاهدين الذين توقعوا حبكة أكثر تماسكا، خاصة أن الفيلم ضم عددا كبيرا من النجوم العالميين على رأسهم ويل سميث وكيت وينسيلت وإدوارد نورتن وكيرا نايتلى وهيلين ميرين، فإنه حمل فكرة فلسفية مهمة تقول لك دائما هناك جمال غير واضح فى الأشياء ابحث عنه.
فى الفيلم نرى «هاورد» الذى يقوم بدوره «ويل سميث» يعيش فى حالة من الحزن التى تدفعه إلى التخلى عن كل شىء، وذلك بعدما توفيت طفلته، وظل على هذه الحال أكثر من عامين، توحد مع نفسه، وعاش حسب جدول بسيط، لا يفعل فيه شيئا تقريبا، إنه يركب دراجته يسير بعض الوقت ويذهب إلى العمل كى يمارس لعبة رص قطع الدومينو وهدمها، وبالليل يصب غضبه على ثلاثة أشياء «الحب والوقت والموت» لذا أرسل إليهم ثلاث رسائل يعاتبهم فيها ويقول لهم إنهم جميعا خذلوه إذ أخذوا ابنته الطفلة منه.
لم يستطع «هاورد» أن يرى شيئا آخر غير موت ابنته المريضة، لقد توقفت الحياة بموتها، نسى نفسه ونسى زوجته وشركته وأصدقاءه، لكنه لم ينس أنه ذات ليلة صلى إلى الموت وطلب منه عقد صفقة هى أن يموت هو وتعيش طفلته، لكن ذلك لم يحدث.
فى ظل هذه الأفكار ظهر ثلاثة ممثلين، كل منهم له دافع مختلف، اقتربوا من «هارود» على أساس أنهم مُستأجَرون من أصدقاء «هارود» ليقوموا بأدوار «الحب والوقت والموت» بعدما تلقوا رسائل منه، وكان غرض الأصدقاء إثبات ما يعانيه «هارود» من أزمة، وبالتالى إجباره على التخلى عن قيادة الشركة، لكن فى الحقيقة، وهى التى لم يتبنها الأصدقاء، أنهم استأجروا هؤلاء الثلاثة من أجل أنفسهم، لقد كانت لدى الأصدقاء أزمات حقيقية تحتاج لمن يساعدهم فيها، بل الحقيقة الأخطر، والتى لم يتنبه إليها الكثيرون، أنهم لم يستأجروهم أصلا لقد كانوا حقا رموزا لـ«الحب والوقت والموت».
فى النهاية فقط عرف «هارود» أن هناك ما يسمى الجمال الجانبى وأنه «لا شىء يموت حقاً إن تمعنت فيه جيداً» وأن الحياة سوف تستمر دون حاجة للنسيان، لكن أيضا دون حاجة للتوحد مع الموت، لأن هناك نفسك ولأن هناك آخرين مستعدين أن يكملوا الطريق معك، ولأن هذه هى الحياة بحلوها ومرها لا سبيل للتوقف فيها.