«طفل صغير لا يتجاوز عمره الثمان سنوات تأتى إليه شقيقته الكبرى وتطلب منه كتابة رسالة إلى أطفال غزة الذين يحاربون الاحتلال الإسرائيلى بالحجارة فقط»، هذا المشهد رغم مرور أكثر من 25 عامًا عليه إلا أنه مازال عالقًا فى ذهنى يجوز لأننا تربينا وتعلمنا من الأجيال السابقة أن عدونا الأول والأخير هو الكيان الصهيونى الذى لا يفرط فى أية فرصة لتنفيذ أغراضه الشيطانية بالسعى إلى تفكيك وحدة العرب بحثًا عن تحقيقه أغراضه المعروفة للجميع، فعلى مدار السنوات الخمسة عشر الأخيرة شهد الوسط العربى تغييرات كبيرة فقد تاهت وسط زحام الذاتية الفكرة الأساسية التى كان يتوارثها الأجيال فى بقعة من بقاع بلادنا بحتمية الوقوف جنبا إلى جنب مع أشقائنا فى فلسطين، من أجل حصولهم على حقوهم الكاملة بالعيش فى أمان وسلام داخل وطنهم.
ظللنا نعتقد أنه سيأتى اليوم الذى سنتوحد فيه كعرب، إلا أننا مع مرور الوقت كنا نبتعد أكثر وأكثر، حتى سقطنا فى «فخ» التفكك وبدلا من التوحد وصل بنا الحال إلى وجود انقسامات واضطرابات داخل البلد الواحد، فبلاد أصابها الدمار مثل العراق وسوريا وليبيا، بالإضافة إلى زيادة حدة الصراعات بين حماس وفتح فى فلسطين وبلاد أخرى أصابها جنون العظمة مثل قطر وتنظر إلى أشقائها بنظرة تعالٍ ويعمل قياداتها على خدمة إسرائيل، وهذا طبعًا كله بفعل فاعل من الجانب الغربى الذى فطن قبل عشر سنوات إلى أن الحروب بالأسلحة وحدها فقط لن يحقق لهم أغراضهم، فبدأوا الحرب التكنولوجية التى باتت أخطر من الأسلحة الكيمياوية نفسها، حيث خرجت الشائعات المغرضة عبر مواقع التواصل الاجتماعى والحشد ضد الأنظمة الحاكمة تحت مسمى البحث عن «الديمقراطية»، وبالفعل كلنا سقطنا فريسة لهذا المخطط.. فهل تعلم عزيزى المواطن العربى أن غزة تقاوم الاحتلال اليوم؟.. طبعًا لا.. لأننا جميعًا غارقون فى بحر الهموم والمشاكل الخاصة.. للحديث بقية.