التضحية من أجل حياة الآخرين، والموت فى سبيل الحفاظ على الوطن، ليست مجرد حالة عابرة بل هى حالة تحتاج إلى الوقوف أمامها كثيراً، وهذا ما ينطبق فعليا على قصة الشهيد العقيد ساطع النعمانى الذى يجب أن نفخر به ونظل نتذكره أبد الدهر، كما تحدثت فى المقال السابق، هنا أعتقد أن رسالة الفن الحقيقى يجب تجسيدها فى تلك اللحظة، عبر ظهور أعمال فنية تحاكى بطولات كل شهيد سقط على مدار السنوات الأخيرة خلال محاربة الإرهاب الأسود، فإذا فتشنا فى الحكايات الخاصة بهم سنجد مادة دسمة تصلح لأفلام ومسلسلات كثيرة، والسؤال الآن: أين دور أهل الفن فى إنتاج أعمال تحاكى بطولات هؤلاء الشهداء التى تستحق أن تتحول إلى روايات؟!
فى الحقيقة نحن نرى فقرا كبيرا فى الأعمال الفنية التى تقدم لنا طوال الفترة الأخيرة، فنجد الأعمال الجيدة لا تتخطى أصابع اليد الواحدة، أما الباقية فعبارة عن أفلام أو مسلسلات «هلس ودمها تقيل»، فبدلاً من اختلاق بطولات وهمية ينسجها خيال مؤلف ولا تمت للواقع بصلة، يجب أن نلملم قصص أبطالنا فى القوات المسلحة والشرطة وإنتاجها للمشاهدين لأن هذه الأعمال ستلعب دورًا كبيرًا فى التصدى لطيور الظلام التى تستهدف تخريب عقول أبنائنا من خلال اصطيادهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى بترويج الشائعات السامة.
مثلا: لابد أن يكون هناك وقفة متأملة لكل صناع الدراما والسينما نحو الحالة الإنسانية والتاريخية العميقة للشهيد ساطع النعمانى تحديدًا لأنه قدم تضحية كبيرة لوطنه وحكايته مليئة بالدراما والرسائل التى يجب أن يتعلم منها الجيل الحالى وكل الأجيال المقبلة، لذا نقترح أن تتبنى أى جهة إنتاجية فكرة كتابة عمل عنه حتى يكون النواة الأولى أمام كل الجهات الإنتاجية الأخرى لإنتاج أعمال عن شهدائنا.. الخلاصة تقول: «لا يجب أن نغفل أهمية تخليد هذه المرحلة التاريخية بأعمال فنية تليق بها».