فى مساء يوم الثامن من ديسمبر 1980 عاد جون لينون نجم فريق البيتلز السابق إلى منزله فى مانهاتن، وعند مدخل البيت وجد شابا لا يعرفه اسمه مارك ديفيد تشابمان ينتظره وفى يده مسدس أطلق منه خمس رصاصات على جون تسببت فى مقتله.
يقول مارك ديفيد تشابمان بعد 38 عاما من ارتكاب جريمته أمام جلسة إطلاق السراح، والتى انتهت إلى عدم الإفراج عنه، إنه فعل ذلك بحثا عن الشهرة، لم يكن كارها أو حاقدا على جون لينون، وأنه فى عصر يوم الثامن من ديسمبر عام 1980، أوقف جون لينون وهو فى طريقه إلى استوديو تسجيلات وطلب منه أن يوقع نسخة من ألبوم أغانى كان تشابمان البالغ من العمر آنذاك 25 عاما يحمله، وسجل هذه اللحظة فى صورة فوتوغرافية، وحاول وقتها أن يكتفى بذلك ويعود إلى بيته لكنه فى الليل ذهب ليقتله.
أنا أفكر الآن فى مارك ديفيد تشابمان الذى يبلغ من العمر 63 عاما، كيف ارتكب هذه الحماقة وضيع كل هذا العمر فى شهوة سلبية لا معنى لها، ما هذا المفهوم السيئ للشهرة الذى دفعه لارتكاب جريمة قتل فقط من أجل أن تتجه الكاميرا إليه؟
إنها 38 عاما كاملة قضاها تشابمان فى محبسه ولا يزال يواصل بعدما رفضت الجلسة الإفراج المشروط عنه، ما الذى يتذكره طوال هذه السنوات، غير أنه كان شابا صغيرا ممتلئا بالرغبة فى الوجود، تحولت مع الوقت إلى رغبة قاتلة دمرته، وضيعت كل شىء، وصار عجوزا نحيفا فقد الكثير من وزنه حسبما وصفته الصحف والمواقع الإخبارية، لا يتحدث سوى عن شعوره بالعار والخزى.
ما الذى كنت تظنه سيحدث يا تشابمان؟.. لقد تغير العالم كثيرا فى الخارج لقد امتلأ بالجرائم الغريبة، ولم يعد لديه الوقت ليتابع مهووسى الشهرة، الذين يرتكبون الفظائع من أجل أن تظهر صورهم على صفحات الجرائد، لن تصبح نجما، لأنه فى كل يوم حكاية جديدة، ولن تحبك فتاة وتنتظرك كل هذه السنوات الطويلة، مثلما شاهدت قديما فى أفلام السينما، لأن سنوات عمرك سوف يأكلها السجن وروحك سوف يعلوها الصدأ، وقد حدث ذلك، ها أنت تقضى ثمانية وثلاثين عاما، بعيدا عن كل شىء، عن الناس والشوارع والحياة، وها هو مجلس إطلاق السراح المشروط لمدينة نيويورك يرفض إطلاق سراحك للمرة العاشرة ويقول لك «لا يتفق ومصلحة وأمان المجتمع».