للإنصاف، يجب ألا تنسينا موجة الكراهية السائدة لبعض الثورات، أن التردى الذى تشهده البلدان بعد كل ثورة فاشلة ليس مسؤولية تلك الثورات بشكل كامل، الثورة تكون أحيانًا مجرد جرح صغير ينفجر منه صديد الأخطاء السابقة، فالصور القادمة من هاييتى قد تخبرك أن المتظاهرين فى الشوارع هم سبب خراب البلدان واحتراقها، يبدو أنك نسيت الفساد وشبهاته وقسوة الفقر التى تدفع الناس للغضب الأعمى، وتبقى احتمالات الاندساس والتخريب المتعمد حاضرة بقوة، لكنها فى النهاية تظل نتيجة لسوء الإدارة والإهمال وفساد الذمم والعقول والأنظمة، الثورات هنا بريئة من كونها السبب الوحيد فى معاناة الشعوب وانهيار الأوطان بعدما كانت مستقرة أو مستمتعة بفسادها الذى ينخرها من الداخل إلى أن تتداعى.