تحولت وسائل التواصل الاجتماعى إلى أداة لنشر الأكاذيب والأخبار المضللة وتشويه صورة المواطنين، وباتت السوشيال ميديا أحد أخطر السبل التى تهدد أمن وسلامة المواطنين، وذلك ببث شائعة تستهدف شخصية بعينها دون تحرى الدقة، ويتورط بعض الأشخاص فى الترويج لتلك الشائعات عبر الصفحات المختلفة دون التدقيق فى صحة ما يتم تداوله.
تعرضت خلال الأيام القليلة الماضية لحملة تشويه وتضليل عبر نشر شائعات وأكاذيب تتهمنى بإهدار دم الصيدلى المصري، وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى صورتى الشخصية بشكل واسع دون تحرى الدقة حول صحة المنشور الكاذب، وللأسف تورط عدد من الزملاء الصحفيين فى نشر تلك الأكاذيب دون تحرى الدقة أو إعطائى حق الرد على هذه الشائعات.
فوجئت صباح يوم أول أمس الإثنين 19 نوفمبر 2018 ببوست نشرته حسابات عبر صفحة الجالية المصرية فى السعودية، تتهمنى بأنى مسئول عن ضياع حق الصيدلى المصرى أحمد طه حسن المنخلى المقتول على يد مواطن سعودي، ونشر مزاعم حول محاولتى مقابلة السفير السعودى فى القاهرة - الذى لم ألتقيه يومًا فى حياتى - للحصول على ما وصفه النشطاء "مكافأة" لكونى نشرت أن المتهم فى القضية مختل عقليًا.
الحقيقة أنه بمجرد نشر جريدة عكاظ السعودية لخبر مقتل مصرى على يد "معتل نفسي" سعودى تواصلت مع وزارة الخارجية المصرية للحصول على تعليق حول ملابسات الحادث، ووعد المستشار أحمد حافظ بمتابعة تفاصيل القضية وتوضيح ملابساتها للرأى العام، وكان المصدر الوحيد للمعلومة هى جريدة عكاظ السعودية ونقلت الخبر عن الجريدة بكل مصداقية، وبعدها بساعات قليلة نشرنا عبر موقع "انفراد" بيان قنصلية مصر فى جدة حول الحادث، ثم بيان وزارة الخارجية المصرية حول ملابسات القضية بشكل كامل.
وهنا أود الإشارة إلى أن "انفراد" لم تكن أول موقع ينشر الخبر الخاص بالمواطن المصري، وكنا حريصين للغاية فى البحث عن الحقيقة، ونشرت مواقع مصرية الخبر نقلاً عن صحيفة عكاظ السعودية، وكنا أول مؤسسة تتواصل مع وزارة الخارجية المصرية لأننا نسعى دومًا إلى تحرى الدقة والتعاطى بمصداقية مع هذه النوعية من الأخبار.
حاولت بعض الأطراف التى لديها خصومة مع بعض الإعلاميين المصريين نشر مزاعم وأكاذيب أننى ارتبط بصلة قرابة أحد الاعلاميين المصريين وهى الشائعة التى تم تداولها بشكل كبير عبر صفحات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وعقب تداول تلك الشائعات والأكاذيب انهال السب والقذف ومحاولة ترويعى حتى وصل الأمر إلى تهديدي بالقتل.
الغريب فى الأمر أن زملاء فى الوسط الإعلامى والصحفى سقطوا فريسة لأكاذيب وسائل التواصل الاجتماعى وتداولوا البوست المضلل بشكل كبير دون تحرى الدقة، وهو ما يشير إلى خطورة ما نواجهه فى مهنة الصحافة التى تعتمد بشكل رئيسى على المصادر الموثوقة والمؤكدة لنشر الأخبار.
الحق أقول أنه خلال فترة عملى فى مؤسسة "انفراد" لم أسع يومًا إلى نشر أخبار إلا بعد التأكد من صحتها من مصادرها الرسمية، وتحرص الجريدة دائمًا على الحصول على رد رسمى من السلطات المعنية على الأخبار التى يمكن أن تحدث لغطًا لدى القارئ.