صنع محمود أبوالوفا الصعيدى، رحمه الله، فى سنوات تألقه فرصة لمدرسة التلاوة المصرية فى استعادة بريقها وشعبيتها كواحدة من القوى الناعمة التى تدعم المكانة الإسلامية لمصر، ثم جرى لصوت الرجل ما جرى، تزامنًا مع تراجع عصر المقرئين النجوم، ورغم ذلك ظل هو والطبلاوى، متعه الله بالصحة، آخر النماذج القوية فى القراء المتمكنين أصحاب الشعبية الطاغية والأسلوب المتفرد، وربما يكون فى الأجيال الشابة من لديهم الموهبة وقوة الصوت، لكن البيئة لم تعد مهيأة أو مقتنعة بأهمية سيطرة الأصوات المصرية على مجال التلاوة، رغم أن الذائقة المصرية مازالت قوية، وأصبح لدينا نقابة للقراء، ونوافذ كثيرة يمكن أن تخرج منها المواهب، وهذا الدعم ليس رفاهية، بل هو من الضرورات اللازمة إذا كانت وزارة الأوقاف عازمة على المشاركة بفاعلية فى نشر الوسطية والتنوير.