من المعروف أن الأغنية الدينية هى موروث تراثى إسلامى، وحينما ينشد المطرب بها فيشعر بارتياح روحانى ليس له وصف ويتفاعل معه الجمهور، وهو ما تحدثت عنه فى المقالين السابقين، فربما لجوء بعض المطربين إلى الغناء الدينى فى السنوات الأخيرة على اعتبار أنه أصبح من وجهة نظرهم «موضة»، خاصة عندما يكون هناك مناسبة دينية يعيشها الناس، أو أزمة تمر بها الأمة مثل قضية التطاول على الرسول الكريم- صلوات الله عليه- أو وسيلة للبعض من أجل رسم صورة معينة لأنفسهم عند المحيطين بهم ومحو صورة أخرى لا يحبون إظهارها، ورغم ذلك فإنها موضة ليست سيئة، ويجب أن نشجعها لأنها تقدم غناءً هادفاً له قاعدة جماهيرية عريضة تشجعه، ثم إنه بالتأكيد أفضل من ألوان أخرى لوثت سماء الفن الجميل، ولعلها فرصة لكى ننظف آذاننا مما نسمعه حالياً من غناء يفسد الذوق والوجدان.
لكن الأهم هنا أنه لا بد أن تحمل هذه الأغانى بين طياتها معنى ورسالة، فيجب أن يعى المطربون أن هذه الأغانى دورها الأساسى المساهمة فى نشر رسالة الإسلام الحقيقية والكشف عن صورته الأصلية، التى يحاول الكثيرون فى العالم الغربى تشويهها فى السنوات الأخيرة، خاصة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر، فالفن كما هو معروف رسالة هدفها توصيل الأحاسيس إلى الناس، فى الغناء العاطفى مثلاً يبعد عن إثارة الغرائز، وفى الغناء الوطنى يحث على الجهاد والشجاعة، وفى الغناء الدينى يظهر الروحانيات والسلوكيات الإيجابية.. «عندما يتخذ الفن مهنة، فيجب أن يكون الفنان كالخطيب على المنبر أو المقاتل فى الميدان من ناحية روح العمل ووجهته وتأثيره».