نجاح جهاز المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر فى توفير وسائل التمويل للشباب، خصوصًا للأفكار الإبداعية ستكون بمثابة «الحل السحرى» للقضاء على أزمة البطالة، كما أكدت فى المقال السابق، بالإضافة إلى دعم الدخل القومى وستساعد على تخفيض معدلات الاستيراد وزيادة معدلات التصدير والإنتاج المحلى، فهذه المشاريع هى متنفس لمن يعانون أوضاعًا اقتصادية صعبة وقاسية، ومن هنا يجب على الشباب أن يفكروا فى إعادة النظر فى الوضع الحالى لحياتهم وعدم الانتظار لطابور التعيين فى الحكومة، وذلك من خلال تحديد مشروع يستطيع إيجاد نفسه فيه وعمل دراسة جدوى جيدة تعتمد على الأساليب الحديثة المتطورة التى تؤدى إلى نجاحه والتوسع فيه.
هنا أيضًا أطرح سؤالًا: أين دور رجال الأعمال من تشجيع المشاريع الصغيرة؟
نحن نمتلك العديد من رجال الأعمال الذين ينتمون إلى كل «شبر» فى مصر من أول الإسكندرية وحتى أسوان، فلماذا لا يقومون بدعم أفكار الشباب فى بلادهم ماديًا ومعنويًا؟.. فنحن دائمًا نسمع ونقرأ أن هناك بعض رجال الأعمال يتبرعون بملايين الجنيهات للأندية من أجل التعاقد مع نجم الكرة «الفلانى»، وترضية النجم «العلانى» من تحت «الترابيزة»، حبًا فى النادى الذى ينتمون إليه دون الانتظار لمقابل، فأقترح على هؤلاء أن يكون لهم دور استثمارى من خلال التبرع بمبلغ مليون جنيه على سبيل المثال، للمشاركة فى إنشاء مشروع ينتج منتجًا يعود بالنفع على القرية أو المكان الذى نشأوا فيه ليستوعب عمال كبيرة من شباب المنطقة، على أن يكون عائد الربح يدخل إلى خزينة الدولة، حتى يتم زيادة معدلات المشروعات فيما بعد واستيعاب عمالة أكثر وأكثر.. هذا ما يخص الشباب ورجال الأعمال، أما بالنسبة للإعلام فلابد أن يظهر دوره الحقيقى بتشجيع الشباب على الانضمام لعالم الأفكار المبتكرة من خلال حث أفراد المجتمع على إنشاء وإدارة المشروعات الصغيرة والتوسع فيها.