«هوبا.. جوه الجون» و«هاتها من الشبكة».. هكذا كنا نسمع ونستمتع بتعليق حمادة إمام على المباريات، حتى أصبحت هذه «اللزمات» ماركة مسجلة باسمه، فالكثير منا لا يعرف ما حققه من إنجازات، حينما كان لاعبا فى نادى الزمالك خلال فترة الستينيات، خصوصًا أن الأجيال الحالية قد تتصور أنه كان مجرد معلق رياضى، فهو كما معروف لأهل الكرة ينتمى لعائلة زملكاوية جدًا، فإذا بحثت على «ويكيبديا» سيظهر الآتى: محمد يحيى الحرية إمام وشهرته حمادة إمام ولد فى 28 نوفمبر 1943 فى حى المنيرة بالقاهرة، ولعب كمهاجم فى الزمالك، وهو ابن الكابتن يحيى الحرية إمام حارس مرمى الزمالك ومنتخب مصر فى كأس العالم 1930 ووالد حازم إمام كابتن الزمالك السابق، واشتهر بلقب «الثعلب» لما كان يتمتع به من دهاء كروى.
حمادة إمام ومعه أبناء جيله مثل حنفى سلطان وأبورجيلة وعصام بهيج وعمر النور حققوا العديد من البطولات للزمالك، فلا بد أن تعلم أنه حصد لقب الدورى 3 مرات فى الستينيات، منها على التوالى موسما 1963-1964 و1964-1965، فقد قال «المعلم» حسن شحاتة فى حديث سابق عن ذكرياته: «بدأت فى تشجيع الزمالك بعدما أعجبت بنجومه الكبار على رأسهم الكابتن حمادة إمام، فلا أنسى أبداً المرة الأولى التى قابلته فيها، حينما نزلت للتدريب مع الفريق الأول بالنادى، ووجدتنى ألعب بجوار الشخص الذى كنت أحلم بأن أراه فى يوم من الأيام وأتصور معه فقط، ونجحت فى تلك التقسيمة من تسجيل ثلاثة أهداف من الأهداف الأربعة التى أحرزها فريقى، فوقف الكابتن حمادة يصفق لى بحرارة شديدة مع الهدف الثالث الذى أحرزته».
كلام المعلم إن دل على شىء فيؤكد أن هذه الأجيال لم يمكن تعويضها بأى حال من الأحوال، فهم علموا أجيالا كثيرة معنى الانتماء، لذلك سيظل حمادة إمام شخصية فريدة من نوعها فى التاريخ الرياضى ليس لموهبته فقط، وإنما لاحترام الجميع له من ناديه أو من جميع الأندية الأخرى المنافسة، وعلى رأسها النادى الأهلى بسبب أخلاقه العالية، فنحن نفتقده بشدة فى التعليق والكرة».