من شارع الفلكى فى قلب القاهرة اتخذ مجموعة من المتآمرين والخونة مقرا لموقع إلكترونى، أسموه "الفصلة" لا نعرف حتى اللحظة إن كان هذا العنوان صحيح أم وهمى، فهؤلاء كطيور الظلام والخفافيش، ولا نستبعد أن يكونوا ضمن التنظيمات السرية التى عادت للسطح بعد حالة من الانفلات الأمنى والسياسى وحالة من السيولة طالت كل شىء، قيما وأخلاقا وطعنت فى قلب الوطنية خناجرها المسموعة.
و"الفصلة" هذا اتخذا طابعا صحفيا واستغل القائمون عليه سهولة إنشاء موقع إلكترونى يتعدى كونه "سبوبة"، فهم يعرفون طريقهم جيدا ويستهدفون مع سبق الإصرار والترصد أكثر من المال، لنكن واضحين تماما ونقول بأنهم يستهدفون وطنا، يلاحقونه بكافة السبل لإفشال مخطط التنمية والنجاح الذى تبنته عقلية واجهت الصعاب وقهرت المستحيل وتحدت دولا عملاقة ماليا واقتصاديا وأخرى فتاكة عسكريا وحركت المياه الراكدة غير عابئة بنقد أو تذمر مؤقت على حساب أجيال قادمة.
سلك هؤلاء الخونة مسلك الصحافة فى الشكل، وفى المضمون حرفوا المواقف والتصريحات الصادرة عن مؤسسات الدولة وضخموا أحداثا وتصرفات فردية، وأسندوا حتى للحكومة مسئولية كل تصرف غير أخلاقى يرفضه المجتمع كما لو كانت هذه الحكومة أشرفت على تربية المتجاوزين منذ ولادتهم.
يا سادة: هذا المسلك الصحفى "شكلا" على زيفه "مضمونا" قد ينطوى على غير المتخصصين إعلاميا فيرونه "صحافة" وتعبير عن رأى يستهدف الارتقاء بالبلد، لكن جريمة أتباع الفصلة الأخيرة بدت واضحة للجميع إنها واقعة خيانة مكتملة الأركان لا يختلف عليها اثنين، اللهم إلا إذا كان أحد هذين الاثنين على شاكلتهم.
هؤلاء يا سادة فى جريمتهم الأخيرة استهدفوا تاريخ دولة ليس للحكومة ولا الرئيس عبد الفتاح السيسى دخل فيه، وسخروا من حضارة مصر منذ عصر ما قبل التاريخ، وسخروا من مصر الحديثة، حين أشادوا بجواز السفر الإماراتى الذى يدخل حامله دولا لا حصر لها فى العالم، هذا شىء يسعد المصريين بطبيعة الحال، لا شك فى ذلك، لولا أنهم ربطوا هذا الإنجاز الإماراتى بسخرية من الحضارة والتاريخ والعطاء المصرى للعالم.
أتباع "الفصلة"، ما أقذركم عندما خاطبتم المصرى فى موقعكم المشبوه: "خليك انت فى الـ 7 آلاف سنة حضارة"، والسؤال: ماذا تريدون من المواطن المصرى؟ هل تريدونه يتبنى موقفكم ويكفر بتاريخه وحضارته التى أنارت طريق البشرية منذ آلاف السنين؟ هل يتجاهل مواقف بلده المشرفة من القضايا العربية وفى القلب منها فلسطين؟ هل يحتقر تاريخه؟.
هيهات أيها الخونة، لقد سقطتم فى المستنقع وتخطيتم خطوطا حمراء لا تهم السلطة وحدها بل تثير غضب الشعب بأكمله، والشعب سيحاسبكم لا محالة، سيحتقركم مجتمعيا ويحاسبكم من خلال القضاء الشامخ، ولن تنطوى عليه شعارات أسيادكم فى الخارج وفى مقدمتها حرية الرأى والتعبير.
وفرق شاسع أيها الأوغاد بين حرية التعبير وبين الخيانة مع سبق الإصرار والترصد، فرق شاسع جدا بين حرية الصحافة وبين احتقار وطن، نشأتم فى كنفه وتعلمتم فى مدارسه وتناولتم طعامكم من خيره، وعشتم فى أمان بفضل قواته المسلحة الشريفة وشرطته الباسلة فلم تشردوا فى الأرض ولم تتحول أرضكم مرتعا لخفافيش المخابرات العالمية.
أيها الأوغاد تبا لكم لقد وضعتم بأيديكم حبل المشنقة حول رقابكم ولن تجدوا تعاطفا إلا من أمثالكم، وغدا لناظره قريب.