هاجمت الكابتن سيد عبدالحفيظ، مدير الكرة بالنادى الأهلى، كثيرا، لانتمائه الفكرى لجماعات وتنظيمات مخربة، لكن إذا قررنا تقييم الرجل إداريا وفنيا، فهو من الكفاءات الجيدة، ولديه فهم وقدرة على المذاكرة والدراسة والإلمام بالتفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة..!!
وإحقاقًا للحق، ما يحدث على الساحة الكروية أمر بعيد كل البعد عن المنطق والاحترافية، وتقدير المسؤولية، وهناك «تنمر» كبير من البعض، وتدشين سياسة الصوت العالى وإرهاب الخصوم لتقنين أوضاع، يقابله ترهل وضعف رهيب من المعنيين، وعدم تفعيل للوائح والقوانين، وإعلاء لشأن الجلسات العرفية، والترضية، وهو أمر خطير، يزيد من تأجيج الأوضاع، خاصة أن أحد أبرز عناصر معادلة الرياضة بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، هى الجماهير، بمختلف انتماءاتها وثقافاتها، وهنا الخطر الحقيقى..!!
وتقدم الأمم، قائم على تطبيق القوانين واللوائح بقوة وعدالة مطلقة، ضد الجميع، لا فرق بين غفير أو وزير، ولا غنى أو فقير، أو ناد كبير، أو مركز شباب، الجميع أمام القانون سواء، والخوف والارتعاش وتنحية اللوائح والقوانين أمراض خطيرة، تأثيراتها السلبية كارثية..!!
وعندما تساءل سيد عبدالحفيظ، مدير الكرة بالنادى الأهلى، عقب مباراة فريقه أمام بتروجت، مساء أمس الأول، عن السر وراء عدم إسناد مهام تحكيم مباريات الزمالك، لحكمين رائعين هما، محمود البنا، وجهاد جريشة، تنمر عصام عبدالفتاح، رئيس لجنة الحكام، واعتبر هذه الأسئلة من المنكرات، والخوض فى الذات العليا لسيادته، ولا يجب على سيد عبدالحفيظ أن يطرح مثل هذه الأسئلة، مهددا بالويل والثبور وعظائم الأمور، لكل من تسول له نفسه الاقتراب من الحكام..!!
وهو أمر مثير للدهشة، فى ظل أندية تخرج تهاجم الحكام على الهواء وتطلب حكاما أجانب، خاصة حكاما تونسيين، ولا نفهم سر الحكام التونسيين لإدارة مباريات فريق بعينه فى الدورى المصرى، وهل أصبحت الاستعانة بحكام من تونس الشقيقة، فقط لإدارة مباريات فريق بعينه فقط..؟! ولماذا لا نجد رئيس لجنة الحكام المصريين، عصام عبدالفتاح، يرتدى عباءة «التايجر» ويتنمر ضد هذه التصريحات..؟!
وهل عصام عبدالفتاح فوق النقد ومحصن حصانة الزعماء الديكتاتوريين فى العالم الثالث ضد تلقى الأسئلة والاستفسارات..؟! ولماذا كل هذا الغضب والسخط والتكبر والغرور ضد مدير الكرة بالنادى الأهلى؟ وهل دائما المحترمون والذين يرفعون شعارات المبادئ والقيم الأخلاقية، واحترام العمل المؤسسى يتعرضون للظلم، بينما الجميع يخشى ويحابى ويجامل أصحاب الأصوات العالية، وتوزع التهديدات يمينا ويسارا؟!
«تنمر» عصام عبدالفتاح ضد سيد عبدالحفيظ، وكأنه يريد أن يذبح له القطة، غير مبرر على الإطلاق، خاصة وأن رئيس لجنة الحكام مسؤول، ومن ثم من حق أى إدارى فى أى ناد أن يطرح الأسئلة المغلفة بالاحترام له للبحث عن إجابات واضحة وجلية، وأن رئيس لجنة الحكام عليه أن يجيب عن الأسئلة ولا ينزعج أو يتنمر أو يضع نفسه فوق مستوى النقد والمساءلة..!
وإذا أسس عصام عبدالفتاح، رئيس لجنة الحكام، لنفسه «صومعة باردة» محصنة ضد النقد، وضد تلقى الأسئلة، فيجب أن تكون هذه التحصينات أمام جميع مسؤولى الأندية دون استثناء، وليس ضد الأندية التى تحكمها مبادئ وقيم وملتزمة باللوائح والقوانين فقط، بينما تُنتهك هذه الحصانة أمام قلة تمتلك الصوت العالى والقدرة على توجيه سيلا من التهديد والوعيد..؟!!
والحق أحق أن يتبع، أن رئيس لجنة الحكام، ومنذ توليه المسؤولية والتحكيم المصرى على المحك، ويلقى انتقادات جارفة من كل حدب وصوب، وأصبح أداء الحكام يكتنفها الكثير من اللغط وعلامات الاستفهام، والسر وراء إسناد مهام التحكيم لحكام بعينهم لأندية مخصوص، وأن استبعاد حكام من التحكيم لهذه المباريات، ظلم واضح وعلنى، ولا يمكن قبوله..!!
سيد عبدالحفيظ، تنمر، عندما وجد الساحة كلها سيطر عليها «النمرة»، وأن انتزاع الحقوق بالصوت العالى، وبالتهديد والوعيد وتجييش اللجان الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى، فكان على إدارة الأهلى إدراك حقيقة أن الالتزام والصمت المفرط أمام ما يحدث، كارثة، وأظهرها فى موقف الضعف والعجز، وتسبب فى انقلاب الجماهير الكاسحة ضدها، فما كان من سيد عبدالحفيظ إلا أن يقود خطة «التنمر» بشكل محترم، ومقنن، وألا يترك مصلحة النادى الأكبر والأشهر والأكثر شعبية، تتعرض للانتهاك..!!
النادى الأهلى، نادى القيم والمبادئ، ومؤسسة تربوية كبرى، وقوة ناعمة لمصر فى المحافل القارية والدولية، ويجب المحافظة عليها مثلها مثل باقى الأندية الوطنية، ولن ينصلح حال الرياضة فى مصر إلا بتطبيق اللوائح والقوانين، ضد الجميع، على حد سواء، واستبعاد الترضية والجلسات العرفية، وشراء الخواطر، كما أن ازدهار الكرة المصرية عندما تتألق الأندية الشعبية، الأهلى والزمالك والإسماعيلى والمصرى والاتحاد، لما تمثله من عمود فقرى للمنتخبات الوطنية..!!
يا كابتن عصام عبدالفتاح.. لا «تتنمر» ضد الأندية التى تُعلى من القيم والمبادئ والاحترام، وتتحول إلى «نعامة» ضد الأندية الزاعقة والمهددة بالويل والثبور وعظائم الأمور..!!
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد...!!