حاولت كثيرًا ابتلاع «الفرانكو آراب» بوصفه تقليعة ستأخذ وقتها وتمضى، فلم أستطع ابتلاعها وهى لم تمض وظلت نشطة بين فئة الشباب، وبعض اللغات الحية الأخرى تتجدد بمرونة وسرعة أكثر، هذا التجدد يحدث بصعوبة فى لغتنا العربية، نعم هى صامدة بفعل القرآن ورصيد الإبداع البشرى، لكنها اليوم تبدو متأخرة عن سياق التجديد بفعل تراكمات التردى فى التعليم والثقافة والفن والأدب وارتباك الهوية مع اختلال الواقع العربى، وتعانى اللغة هذه الأيام من فقدان الثقة عند الأجيال الجديدة التى لا تقتنع بالخطب البليغة عن ماضى متفاخر لا ينعكس على الحاضر البائس، هذا الشعور بالانهزام تجاه كل منجزات الحداثة سيضرب أولًا اللغة التى هى عمود الهوية، ومن بعدها يتوالى السقوط، ولا تُلام الحداثة هنا بقدر مسؤوليتنا عن هذا الجمود الذى نحن تجاره وزبائنه.