لم تكن شخصية الشاب المجنون بحب المطرب الشهير، التى قدمها الفنان فتحى عبدالوهاب فى فيلم «بحبك وأنا كمان»، من خيال المؤلف، ولكنها قدمت نموذجا من نماذج عدة موجودة فى مجتمعنا، ويتعرض فنانون كثر لمثل هذه المواقف وأكثر، واليوم بعد أن أصبح الوصول إلى الفنان الفلانى أو الفنانة العلانية أسهل بكثير عنه فى الماضى، بسبب «السوشيال ميديا» التى لجأ إليها الفنانون أنفسهم من أجل الدعاية لأعمالهم وحياتهم الشخصية.
باختصار، فإن «السوشيال ميديا» قضت على مفهوم الحب الحقيقى والإعجاب بالفنانين، خصوصًا أننا بدأنا نرى ونسمع ألفاظا وخروجا عن النص من جانب بعض الجماهير لعدم إعجابها لسلوك فنان ما، والأدهى هنا أننا نصطدم برد بعض الفنانين على الجماهير لدرجة أن الأمور تصل فى كثير من الأحيان إلى حد الاشتباك اللفظى على مواقع التواصل الاجتماعى، فنحن سمعنا كثيرا عن مجنون سعاد حسنى وعبدالحليم وأم كلثوم وغيرهم، فقد شهدت حياتهم الكثير من حالات الإعجاب التى وصلت إلى المرض، إلا أنهم كانوا يقدمون أعمالا جيدة ويعرفون الطريقة المثالية للتعامل مع الجمهور، أما الآن فبعض الأعمال التى تُعرض ليس لها قيمة، وبها إغراء وتثير الغرائز لدى الشباب.
حب الشهرة والنجومية لدى بعض الجماهير والفنانين قد يدفعهم لمثل هذه الأفعال الصبيانية، ومن هنا يكون اللجوء إلى ساحة «السوشيال ميديا»، فهى الملاذ حتى يشعر بأنه ذو قيمة وحضور، ويستعرض نفسه، فهو يحاول تعويض شىء مما يفتقده، ولكن بشكل سلبى، مثل هؤلاء يحتاجون إلى علاج، واهتمام الآخرين بهم، ومساعدتهم فى تحقيق ذواتهم والتعبير عن أنفسهم بشكل إيجابى، وإخراج طاقتاهم فيما هو مفيد. «المخطئ الأول هنا أعتقد أنه الفنان الذى يجب عليه الحفاظ على هيبة الفن ورسالته الحقيقية قبل الدخول فى معارك وهمية مع الجماهير».