لا عيب فى الفقر إلا حين يجعل الإنسان مستسلمًا لبؤسه بدعوى أنه فقير، أو مفرطًا فى لوم الذات والشعور بالمهانة، هذا الإحساس بالدونية هو بالضبط ما يحدث لهؤلاء الذين يستمتعون بكل تقليل من شأن جواز السفر فى بلدانهم، الأمر هنا لا يتعلق بالنقد الذاتى أو الاعتراف بالوضع القائم، لأنك تكاد تتخطى فى سخريتك واستمتاعك ذلك الخط الفاصل بين الرغبة فى الإصلاح وشهوة التدمير، وربما لا يفهم هؤلاء المحتقرون والساخرون ما المميزات التى تتمتع بها الجوازات الأخرى وكيف يستفيد منها المواطن، لكنهم يرددونها بثقة لمجرد التدليل على فروق القوة بين الدول، وهذه أيضًا ضلالة كبرى وجهل بالقوانين الدولية واتفاقيات التعاون بين الدول، وهذا الجهل لا يستحق صاحبه أن يعطينا نصائح فى كيفية أن تحمى الدول أبناءها فى الخارج.