توقفت فى المقال السابق خلال حديثى عن حكايات سامية جمال عند محطة علاقة الحب التى جمعتها مع فريد الأطرش، فبعد كثرة اللقاءات الفنية بينهما كبرت نجومية الفراشة وكبرت معها قصة حبها لـ«بلبل الفن»، حيث بدأت أعين الفضوليين وهمساتهم ترصد كل تفصيلة وخرج من رحم ذلك سؤال جدلى: «ليه فريد مش عايز يتجوزك؟» بينما فريد يخبرها أن «الفنان ما اتخلقش للجواز»، تقتنع سامية فتلوذ بالصمت، ثم تعود إلى الإلحاح فى السؤال مرة ثانية، ويظل فريد عند إجابته فتغضب منه ثم تعود، وتحولت علاقتهما إلى لعبة المد والجزر، عرف فريد أن هناك من يحمسونها ضده، فكان يرقق فى معاملتها ويترفق ويحرص ألا تغيب عن عينه كثيراً، حتى إنه أخذها معه فى جولته الفنية إلى تونس والجزائر والمغرب العربى التى بدأت فى يناير، واستمرت حتى فبراير ومارس 1951، ولما عادا كتب أحد الصحفيين أن فريد يرفض الزواج من سامية لأن فى عروقه الدماء الزرقاء مثل الأمراء ونقل عن لسانه أنه لا يليق به أن يتزوج فلاحة جاءت من أسرة فقيرة واشتغلت بالرقص.. بكت سامية كثيراً وهجرته نهائياً.
خرجت سامية من هذه القصة جريحة القلب وانشغلت بالعمل حتى تعرفت على المليونير الأمريكى شيبارد كينج فى باريس وطلبها للزواج، وافقت بعد تردد وعقدت قرانها عليه بعد أن أشهر إسلامه وصار اسمه عبدالله كينج، وسافر الزوجان إلى أمريكا ورقصت سامية على مسارح خمسة عشر ولاية أمريكية، وأصبحت سامية بين ليلة وضحاها نجمة ترصد الصحافة الأمريكية مسارها، وبعد شهور من الشهرة والنجاح فى أمريكا، انفصلت عن زوجها الذى لم يعطها مليماً من أموالها التى وصلت إلى ما يقرب من 10 آلاف جنيه مصرى، حصيلة رقصها فى 5 ولايات أمريكية، وعادت مجددًا إلى مصر.. للحديث بقية.