خطوات قوية وعظيمة تخطوها مصر لترسيخ وضعها القيادى فى محيطها الأفريقى والعربى، واستخدام عبقرى للقوة الناعمة من أجل إعادة الدور المحورى والمهم لمصر بالنسبة لأقليمها أو للعالم.
ولعدة عقود ولأسباب مختلفة فقدت مصر ظهرها الأفريقى، بل والعربى فى بعض الأحيان، وعندما تولى الرئيس السيسى دفة القيادة فى ظروف صعية جدا، كان نصب عينه ضرورة ترميم البيت المصرى من الداخل والخارج فتحرك بخطوات متوازية ومتسقة على المستوى الداخلى والخارجى.
فى الداخل بدأ بتدشين الكثير والكثير من المشروعات القومية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، وحل مشاكل قطاع الاستثمار، والاهتمام بالشباب ومشروعاتهم وأحلامهم وطموحاتهم، والتى تمثل بشكل كبير فى منتدى شباب العالم الناجح الذى يتحدث عنه العالم كل عام، وكذلك لم يغفل الرئيس دور المرأة وتمكينها، فضلا عن الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة.
على المستوى الخارجى كانت الرحلات المكوكية للرئيس إلى كل بقاع العالم، وفتح جسور من العلاقات القوية مع دول وكيانات وأقاليم جديدة، بمثابة فتح مجالات أخرى للقوى الناعمة المصرية، ونجحت هذا الرحلات فى كسر الجمود والروتينية فى علاقات مصر مع كثير من الدول واتجهت نحو الحراك والتعاون الاقتصادى والصناعى والتجارى.
وفى هذا الصدد انتهت أمس الأحد فعاليات منتدى أفريقيا 2018 برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يولى القارة السمراء اهتماما كبيرا جعل رؤساء دول وحكومات أفريقية يقدرون، ويثمنون ما يقوم به الرئيس السيسى لصالح القارة الأفريقية، وكانت المشاركة القوية فى المنتدى دليلا أكيدا على مدى المكانة التى وصلت إليها مصر على المستوى الأفريقى، ومدى الثقة التى تتمتع بها سياساتها قبل أشقائها الأفارقة.
وركز المنتدى على عدد من الموضوعات الاقتصادية، وكيفية التعاون والتكامل بين دول القارة، ومن أبرز تلك الموضوعات ريادة الأعمال التى تعتبر أحد المؤشرات المهمة لقياس قوة الدول وتساهم بشكل مباشر فى إيجاد فرص العمل لحل المشكلات المجتمعية، ولذلك تدعم الدول رواد الاعمال، وتعمل على خلق البيئة الخاصة بهم، ولكن هناك تحديات كبيرة تواجه رواد الأعمال، ومنها (كيفية فتح أسواق جديدة والتسويق فيها – الجهات التى يمكنها مساعدتهم – امتلاك القدرة للمنافسة عالميا).
كما تضمن المنتدى سوقا للترويج لمنتجات شباب القارة الأفريقية، خصوصا من سيدات الأعمال الصغيرات لاهتمام المنتدى وتسليطه الضوء على تمكين المرأة.
كما خرج المنتدى الأفريقى بنتائج باهرة والتى يعتبر تنفيذها والعمل بها بوابة عبور لاقتصاد قوى واستثمارات طائلة ستسهم فى تحقيق النهضة والتنمية المستدامة لمصر والدول الأفريقية، وجاءت التوصيات بتعزير التعاون الاقتصادى مع شركاء التنمية، وزيادة التعاون الاقتصادى بين قطاع العام والخاص، وتطوير الأداء التكنولوجى، والاستمرار فى مبادرات تمكين الشباب، وزيادة مبادرة مكافحة الفساد.
فتحية وتقدير لكل من فكر وشارك ودعم هذا المنتدى المهم.. وتحية خاصة لقيادتنا السياسية والتنفيذية التى لا تألو جهدا فى قيادة مصر لريادة محيطها الأقليمى.. وللحديث بقية.