24 كاتبا ومثقفا ومفكرا التقوا الرئيس السيسى، فيما يمكن اعتباره حركة جيدة لصالح الثقافة ولصالح الشارع المصرى بوجه عام، وخطوة جيدة للتواصل والبحث عن حلول لكثير من المعضلات، فهؤلاء المفكرون يحملون فى داخلهم استفسارات قطاع كبير من الشعب المصرى، كان قد أصابه القلق مؤخرا، بعد سجن الكتاب والمثقفين والحبس فى قضايا النشر، التى كان آخرها سجن الكاتب أحمد ناجى سنتين بتهمة خدش الحياء، ومن قبله الحكم بسجن الشاعرة فاطمة ناعوت، ومن قبل سجن إسلام بحيرى، وموضوعات أخرى كثيرة تتعلق بالشارع الثقافى فى حاجة لتناولها ومناقشتها بشكل مباشر مع الجهات العليا فى البلد، لكن لماذا غاب شباب المثقفين عن اللقاء؟
القراءة الأولية لهذا اللقاء، الذى استمر قرابة 3 ساعات، ومن خلال القضايا التى تم طرحها، ومنها إلغاء قانون ازدراء الأديان، وعدم كبت الحريات، وإنشاء صندوق البطالة والمطالبة بالعفو عن مسجونى الرأى، ومحاولة حل المشكلات الاقتصادية وغيرها الكثير من القضايا، التى تهم الجميع، نقول القراءة الأولية توضح أن اللقاء كان موفقا فى خطوته الأولى، وهى التقديم وعرض المشكلات، وهى نقطة رئيسية للبحث عن حل، فالتقديم الجيد للمشكلة يساعد على تحليلها بشكل صحيح، ويوضح عناصرها، مما يجعل الطريق إلى حلها ممكنا، والمثقفون تحدثوا وبينوا الخطر من انتشار مثل هذه المشكلات فى الشارع المصرى، لكن لماذا غاب شباب الكتاب عن اللقاء؟
وفى اللقاء طلب الرئيس من المثقفين تقديم تصور عملى للمشكلات التى طرحوها فى الاجتماع، وهذه هى الخطوة الثانية الجيدة فى الأمر بعد العرض الجيد، فالذين يعانون من المشكلة هم أفضل من يقدمون حلا لها، لذا على المثقفين لتحقيق الغرض المنشود من هذا اللقاء، أن يركزوا بشكل جيد، وأن يقدموا ورقة صالحة للتطبيق على أرض الواقع، شريطة أن تحتوى حلا للمشكلات التى طرحوها فى لقائهم، خاصة ما يتعلق بالحريات التى يكون معظم ضحاياها من شباب الكتاب.
وهناك نقطة أخرى مهمة تتعلق بكون الرئاسة حددت لقاء ثانيا مع المثقفين بعد شهر من اللقاء الأول، وهذا التحديد الزمنى يأتى فى صالح التصور المطلوب، لأنه على المثقفين المشاركين أن يسارعوا بعقد اللقاءات فيما بينهم، ووضع خطة زمنية للانتهاء قبل الموعد المقرر، حتى يقدموا شيئا جيدا، فتحديد الوقت يؤكد جدية اللقاء، وأنه يطمح للوصول لنتائج وليس مجرد لقاء عابر، والالتزام به يؤكد جدية المثقفين، وعليهم أن يختاروا عددا من شباب الكتاب ليتواصلوا معهم فى وضع التصور المطلوب.
وعلى المثقفين أن يعتبروا هذا اللقاء وما يتبعه فرصتهم لقول كلمتهم لصالح المجتمع، وألا يعتبروا اختيارهم رفاهية، فهم يحملون أمانة عليهم أن يؤدوها بشكل صحيح، وأن يفكروا جيدا فى مستقبل هذا الوطن ومستقبل حريته ومستقبل شبابه.