اكتفت الدكتورة سهير عبد الحميد، رئيس هيئة التأمين الصحى، بإطلاق مبادرة «مليون نظارة طبية لتلاميذ ابتدائى»، لكنها لم تفصح بعد عن كيفية تلبية هذا الرقم المليونى، وكم تبلغ كلفته، وكيف سيتم تمويله، وعليه تركت الباب مفتوحا أمام الخيرين أفرادا وجمعيات وشركات.
أعلم أن موازنة التأمين الصحى تعجز عن جديد مضاف إلى حمولتها الزائدة، وأن موازنتها مشتتة بين حاجيات المرضى، وعجزها يثقل كاهلها، ولولا النسب المحصلة على منتجات التبغ «سجائر وخلافه» لأفلست فعليا، عوائد اشتراكات التأمين الصحى لا تكفى سد نفقات العلاج على حساب التأمين الصحى بوضعه الراهن، ويصعب زيادة الاشتراكات فى ظل الظروف المعيشية الصعبة لغالب المشتركين فى التأمين، وهم الفقراء إلى الله.
وعليه أتوجه لأهل الخير وهم كثر، أتوجه إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، ليتولى حمل هذا العبء عن كاهل التأمين الصحى ويموله عبر صندوق الزكاة والصدقات التابع للمشيخة، وهذا فضل كبير وخير عميم، وظنى أن فضيلته لن يتأخر عن فعل الخير فى أولادنا.
كما لن يتأخر عن هذا المبادرة الجمعيات الخيرية الكبرى كمصر الخير والأورمان ورسالة وغيرها من الجمعيات التى أثبتت أهلية مجتمعية، واستطاعت أن تضيف إلى الخيرية المجتمعية وأن تذهب بالعمل الأهلى الخيرى إلى آفاق طيبة تشهد بها مختلف الأرجاء، أينما تولوا ثمة جمعية خيرية وأياد بيضاء ترسم لوحات راقية لخدمة المجتمع وإقالة العثرات وإعالة الفقراء وتخفيف الأعباء تحت مظلة معتبرة ممثلة فى وزارة التضامن الاجتماعى التى تعمد إلى التشبيك المجتمعى لتوفير الحد الأدنى من حاجيات من هم دون خط الفقر.
وأتوجه أيضا إلى أثرياء هذا الوطن وهم كثر وبينهم خيرون مشهود لهم بالمبادرة المجتمعية لإعانة التأمين الصحى لإنجاز هذا المشروع الحيوى بتوفير نظارة طبية لمليون تلميذ فى أمس الحاجة لأن يرى ويقرأ ويكتب دون معاناة، وإعانتهم على ضعف البصر، والحفاظ على ما تبقى فى عيونهم من بصيص ضوء يستعينون به على الدراسة، إنقاذ عيون هؤلاء الأطفال واجب مستوجب على كل قادر، مفيش أغلى من البصر.
نداء إنسانى لكل هؤلاء وفى مقدمتهم صندوق تحيا مصر، أن ينفروا إلى مساعدة الدكتورة سهير فى واحدة من أنبل خططها فى التأمين الصحى على تلاميذ الابتدائى، «يد واحدة متصقفش»، أياد كثيرة مطلوبة، تشابك الأيادى، التشبيك، فلتدع الدكتورة سهير المجتمع الأهلى إلى دعم هذه المبادرة، وإلى رعايتها، ولتتوجه عبر صندوق تحيا مصر إلى بنوكنا الوطنية عبر اتحاد المصارف الوطنية لتمويل هذه المبادرة، لو تحرك هؤلاء جميعا لارتدى المليون تلميذ النظارات فى أقل من أسبوع.
المهمة ليست صعبة، وليست مستحيلة، بل قريبة المنال والتحقق، تخيل مليون تلميذ محتاج إلى مليون نظارة طبية، تكلف كم، وبكم، مبلغ زهيد على أصحاب الأوزان الثقيلة من المتبرعين الكبار وهم كثر وبالسوابق يعرفون، وسيماهم فى وجوههم من أثر الخير الذى به يتبرعون.
وحتى لا أضن بالخير على من نحب، أتوجه بالنداء إلى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة لدعم هذه المبادرة ورعايتها ورفدها بتمويلات مناسبة وفضيلته صاحب سوابق فى تطويع الوقف الخيرى إلى ما ينفع الناس، ووجوه البر كثيرة، وهذا من وجوه البر التى تستوجب تلبيتها من بيت الوقف المصرى الكبير.
لن أتحدث عن وزارة التعليم التى تكافح لتدبير حاجيات العملية التعليمية، ولن أطلبها من وزارة الصحة لأن ما فيها يكفيها، والمطلوب منها يستحيل تلبيته وكفايته، فلا مكنة لحمل أعباء جديدة، لذا أتوجه بالنداء للخيرين أثرياء وجمعيات وشركات نظارات وبنوكا، لتمويل المبادرة وتصميم نظارة جيدة الصنع محدوة التكاليف تغطى عيون هؤلاء الصغار وتعينهم على اجتياز طريق العلم الذى يشقونه بصعوبة، مليون تلميذ صغير ينتظرونكم فلا تتأخروا عنهم كثيرًا.. بوركتم أهل الخير جميعًا.