هؤلاء الذين يتبرعون بأموالهم دون أن يعلموا أين ذهبت لن يجدوا قانونًا واحدًا ينصفهم حين يكتشفون الحقيقة، وللأسف بعضهم يموت دون إدراكها، ومنعًا لسوء الظن، لا أحد هنا يرفض أن تمتلئ الأرض بالمساجد، وإن كان الأولى أن تمتلئ المساجد نفسها بالمصلين، وتتعمر النفوس بالخصال الحسنة، والقلوب بالإيمان الحقيقى الذى يدعمه العقل، ما نرفضه هو تلك القنوات الهادرة ليل نهار تقدم للناس برامجًا دينية معلبة عديمة الفائدة، كثير منها يتجول فى القرى والنجوع البعيدة ليبدأ رحلة استعطاف رخيصة للمشاهدين من أجل التبرع لإعادة بناء أو ترميم المساجد التى يبنيها السكان المحليون بالجهود الذاتية، ليتهم وفروا هذه الجهود لبناء مدراس بدلًا من التكدس فى الفصول، لكنه عمى البصر والبصيرة الذى يقنعنا بأن المدارس أقل أهمية من المساجد، وأن الشيخ يدخل الجنة قبل المدرس.