مصطفى طالب فى كلية الهندسة لا يوجد هدف من وجوده فى الجامعة سوى أن والده الثرى رضوان الدسوقى، صاحب الشركات، يريده أن يحمل لقب مهندس، وفى مناقشة له مع أحد الطلاب من متزعمى الآراء المعارضة فى الجامعة، تعرف على زميلة تدعى نهى، والتى سخرت منه متسائلة: «كيف له وهو ابن مليونير يجلس مع الغلابة؟ ولكنه يفاجئها بقوله: «متعة الحياة والإحساس بها ليست فيما يملكه الإنسان بين يديه ولكن فيما يسعى إليه ويحققه»، وتطورت الأحداث وشارك مع الطلاب فى مظاهرات حتى تم القبض عليه مع مجموعة من زملائه، إلا أن والده استطاع إخراجه من السجن دون رفاقه، الأمر الذى جعلهم يسخطون عليه لعدم تحقيق العدالة ومجاملته بسبب والده وأنهم أولاد غلابة، وبعد أن تخلى عنه زملاؤه الطلبة، استسلم لطلب أبيه بالذهاب إلى أمريكا، ومن ثم إنشاء مكتب له فى شيكاغو وسافر إلى أمريكا منتظراً ماذا يخبئ له المستقبل؟!
المعروض سابقا عبارة عن ملخص سريع جدًا للرواية «فى وادى الغلابة» للكاتب الصحفى والروائى الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس، فالكتابة عنه تحتاج إلى مجلدات لما قدمه من إبداع خلال مشواره، فهو مازال يعيش بيننا بأعماله الخالدة التى تؤكد أنه صاحب علامة وبصمة خاصة فى الرواية العربية، ونحتفل فى شهر يناير الحالى بالذكرى المئوية لميلاده.
«بالطبع عاش والدى صراعًا كبيرًا فى طفولته، وذلك بسبب تربيته فى بيت عمته، وفى الوقت نفسه زياراته المعتادة لوالدته روزاليوسف، وذلك بعدما انفصل والداه لاختلاف نزعتيهما الفنية، حيث كان بيت عمته متدينًا للغاية، بينما كانت روز تعقد الندوات وتدير الجلسات بكل قوة، وسط العديد من الباشاوات والأدباء، لذا عاش فى صراع بين عمته التى ربته تربية متدينة، وبين والدته المتفتحة التى تتعامل مع الآخرين بمنتهى الرقى والاحترام»، هذا ما قاله أحمد إحسان عبدالقدوس فى حوار سابق مع «انفراد»، أجرته الزميلة بسنت جميل.. أعتقد أن ما قاله نجل الكاتب الكبير له دلالات كبيرة تؤكد أن حياته الأولى أثرت فى اصطباغ شخصيته الروائية.. للحديث بقية.