تعيش الوسطية المصرية بين تطرفين: السلفية والدروشة، ويمتلك كل منهما خطابه ومنطقه وأنصاره ونصوصه التى يتمترس خلفها ليتهم الآخرين بالضلال، والدروشة المقصودة هنا لا تنسحب على حركة التصوف فى مجملها، لأن الأخيرة تعترف بكونها مذهبًا روحيًا، لا يتحول إلى تلك الدروشة المتطرفة فى رعونتها إلا عندما يعتمد صيحات الهيام وحركات الجسد الراقصة كطريقة للتعبد، أقول هذا وأنا أدعوك ألا تبنى نظرتك للتصوف على ما تشاهده فى احتفالات الحسين من تجمعات عشوائية وزحام ليس له مبرر وإغماءات مصطنعة طلبًا لبركة لا تأتى، وفى التفاصيل تتزاحم التصرفات التى تخالف كل التعاليم الدينية أوالأخلاقية، وتقلل من قيمة الاحتفال كطقس تراثى وثقافى يميز القاهرة بوصفها صاحبة تاريخ مميز فى التصوف والاعتدال.