أيام قليلة وينطلق معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الذهبية، فقد مرت خمسون عاما بالتمام والكمال منذ انطلقت الدورة الأولى للمعرض الذى تحول إلى سوق كبيرة للكتاب ينتظره القراء كل عام بصفته احتفالا كبيرا ورحلة ثقافية مهمة، لكن مؤخرا حدثت بعض التغيرات الجوهرية التى سنلاحظها هذا العام أهمها الانتقال إلى أرض المعارض الجديدة بالتجمع الخامس، وأشياء أخرى أهمها غياب «سور الأزيكية» عن المشاركة.
فى البداية علينا أن نوضح أهمية سور الأزبكية، فهو أحد المقاصد المهمة لجمهور معرض القاهرة، كثيرون من رواده يكون السور هو بداية وجودهم فى المعرض وانتهائه أيضا، فالكتب أسعارها معقولة، وبعض الكتب القديمة تكون نادرة، أو ذات طبيعة خاصة، كذلك تنوع مجالاته بين المجلات والروايات والكتب العلمية والقواميس والموسوعات وغير ذلك.
بالطبع لسنا اليوم فى سبيل السؤال لماذا غاب تجار السوق عن المعرض فى دورته المهمة؟ هناك أسباب عديدة لذلك، وقد تجاوزنا زمنيا محاولة رأب هذا الصدع كما يقولون، وسيكون معرض القاهرة للكتاب هذا العام بدون السور، لكن التجار قرروا أن يقيموا معرضهم الخاص فى مكانهم بالعتبة.
فى البداية قرروا أن يكون المعرض بالتوازى زمنيا مع معرض القاهرة يبدأ فى اليوم نفسه وينتهى فى اليوم نفسه، لكنهم عادوا وعدلوا الموعد، وصار معرضهم يبدأ قبل أسبوع من معرض القاهرة وبالتحديد يوم 15 يناير الجارى.
ربما يغضب البعض من معرض سور الأزبكية ويرون أنه يصنع إرباكا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، لكننى لا أعتقد ذلك، بل أفرح لوجود معرض للكتاب وأتمنى أن ينجح وأن يستمر كل عام، شريطة أن يكون معدا بشكل جيد، رغم أن المكان الذى فيه المكتبات أمام مترو العتبة لا يسمح بإقامة معرض بأى شكل من الأشكال.
المهم أن إقامة المعرض الخاص بسور الأزبكية سيفتح بابًا جديدًا للكتاب شريطة الالتزام بقواعد سور الأزبكية وأولها البعد عن الكتب المزورة، لأن ذلك سوف يعرضهم للمساءلة القانونية، إضافة إلى أنهم سيفقدون دورهم الحقيقى فى توفير الكتاب القديم الذى يمثل «صورتهم الأصلية».
الأمر الثانى الذى يجب على تجار سور الأزبكية الالتزام به فى فترة إقامتهم للمعرض المحافظة على النظام، فهم مسؤولون عن عدم إثارة المشكلات خلال هذه الفترة، وتقديم صورة طيبة تعكس قدرتهم على تنظيم أنفسهم وتنظيم الآخرين بما يساعدهم فى ترك أثر طيب لدى الناس الذين حتما سوف يطالبونهم بتكرار التجربة مرة ثانية، لذا لن نرقض معرض سور الأزبكية لكننا سنراقب ما يقدمونه، وهل يستطيعون أن يتحملوا إدارة هذا الأمر أم لا ونتمنى لهم التوفيق.