هل يعلم بوب مراهقى يناير محمد البرادعى وأنصاره من نشطاء الفيس بوك، أن تاريخ مصر فى الفترة الممتدة من عام 1981 وحتى الآن لن يزيد عن سطرين فقط لا غير، وهما السطران اللذان دائما ما نقرأهما فى كتب التاريخ مع انهيار الدول، حيث يستخدم المؤرخون عبارة شهيرة هى «وبعد انهيار نظام الحكم دخلت البلاد فى عصر الانهيار والفوضى والاضمحلال»، وهو ما يحدث الآن، فبعد أن جمد الرئيس الأسبق مبارك كل شىء فى مصر لأكثر من 30 عاما، أعقبت دولته حكومات متعددة لم تستطع خلق نهضة حقيقية بسبب الفوضى التى عمت البلاد، وظهور كل طامع وحاقد وفاشل، ومعها دخلت البلاد فى ظلام دامس ظل لسنوات طويلة، خاصة أن جمهورية مبارك التى استمرت 30 عاما لم تقم نهضة حضارية شاملة، بل اكتفينا بتقديم أنصاف الحلول لكل مشاريعنا الاقتصادية والسياسية والثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية، فلم تبرز مصر، بل على العكس تسبب ذلك فى انهيار كل شىء، ثم تلا ذلك انقلابان الأول قاده الإخوان وحكموا البلاد لمدة عام، وتسبب ذلك فى مزيد من الانهيار والتدهور، وهو ما يعنى أن هذه الفترة لا يوجد ما يستحق أن يكتب فى كتب التاريخ، ولهذا فإننى لست مع الهوجة التى حدثت بسبب خطأ شخصى بحذف اسم المدعو محمد البرادعى من كتب التاريخ، باعتباره حاصلا على جائزة نوبل، لأن هذه الجائزة لم تقدم أو تؤخر فى تاريخ مصر، وما هى إلا جائزة شخصية للبرادعى عكس نوبل نجيب محفوظ، ونوبل السادات ونوبل زويل، ورغم ذلك وكما قلت فى مقال سابق فإن، حذف اسم البرادعى خطأ ويجب محاسبه المسؤول عن ذلك.
وإذا كنت أطالب بمحاسبة المسؤول عن حذف اسم البرادعى من جوائز نوبل، فإننى أطالب من يستخدم هذا الموضوع لإعادة تلميع وتبييض اسم محمد البرادعى، بأن يصمتوا لأن قضية حذف الاسم لن تصحح الصورة السوداء فى قلوب المصريين لصاحب نوبل محمد البرادعى الذى فقد أى تعاطف بسبب عدائه للدولة المصرية، وهروبه من ساحة المعركة مع الإرهاب، وانضم لمعسكر رابعة، رغم أنه كان أول المحرضين على حكم مرسى، ويبدو أنه ندم على مشاركته فى إسقاط حكم الإخوان، وحاول أن يسهم فى إشعال فتنة الإخوان بميدانى رابعة والنهضة، حيث كان صاحب جائزة نوبل يرى ترك الإخوان وأنصارهم يحتلون ميادين مصر وأن تعم الفوضى والخراب، هذا هو صاحب نوبل وخطاياه التى تجعلنى أرى أن وجوده فى كتب التاريخ أو عدم وجوده لن يفيد شعب مصر، بل إننى أرى أن حذف الاسم أعاد الحياة لهذا الرجل الفاشل الذى لا يصلح أن يحكم قرية، فهو صاحب شخصية ضعيفة ولا يصلح لقيادة مصر، وأن الدفاع عن البرادعى يجب ألا يأخذ أكثر من حجمه، ولا يتم استغلال هذا الموضوع، لتبييض سمعة محمد البرادعى الذى تحول إلى عميل لكل من يحارب مصر، ومن يراجع مواقف صاحب نوبل الأخيرة، فإننا سنشعر بأن مواقفه عدائية ليس ضد النظام الحاكم فقط، ولكن ضد شعب مصر، فالبرادعى يحرض على حرمان مصر من المعونات، ويساعد بعض الأنظمة الغربية على اتخاذ مواقف ضد مصر، والدليل أن أغلب قرارات الاتحاد الأوروبى مأخوذة بسبب مواقف أنصار بوب المراهقين تجاه نظام السيسى، وتم استغلال هذه التقارير فى إدانة مصر والتدخل فى شؤونها الداخلية بحجج مختلفة فتارة بحجة الاختفاء القسرى، وتارة أخرى باسم الاعتقالات العشوائية، وتارة ثالثة بسبب أحكام القضاء، وللأسف البرادعى وأنصاره من مراهقى يناير هم جزء من الإجراءات التعسفية من الغرب ضد مصر.