شهد العمل السياسي بمصر على مر العصور حتى الآن، العديد من الأيدلوجيات السياسية ما بين [الاشتراكية، الليبرالية، الديمقراطية الاجتماعية]، وهى ناتجة عن نقلها من دول الشرق والغرب ذات القوى العالمية المؤثرة أو الاستعمارية، ولم نتطرق بجدية وإرادة حقيقية على مر الأنظمة السياسية الحاكمة لمصر للحديث عن "الأيديولوجية السياسية المصرية" المستمدة من "هويتنا المصرية الوطنية"، مع أن ذلك حق أصيل لدولة بحجم مصر ذات الأكثر من سبعة آلاف عام حضارة وأكثر من خمسة آلاف عام كدولة، وقد أسهمت مصر بالكثير بما خدم البشرية على مر العصور وأدى إلى ما وصل إليه العالم الآن.
وبالنظر إلى وضع الحياة الحزبية في مصر الآن سنجد أن هناك سيولة حزبية منذ عام 2011 ساهمت في وصول عدد الأحزاب السياسية المصرح لها بالعمل طبقًا لقانون الأحزاب السياسية المصرية إلى ما يزيد على "مائة حزب سياسي"، ونرى أن التجربة السياسية الحزبية في التوقيت الحالي ما زالت في مرحلة البناء والسعي إلى النضج، وأن بعض هذه الأحزاب تتفق مع بعضها البعض في الأيديولوجية السياسية، وقد أسست بعض هذه الأحزاب ببرامج وأفكار غير مصرية.
ومن المؤكد توافر الإرادة الحقيقة لدى النظام السياسي من خلال احتواء خطاب تولى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي - لرئاسة الجمهورية - لفترة رئاسية ثانية، الحديث عن "تحقيق التنمية السياسية"، ودعوة السيد الرئيس لتآلف الأحزاب ذات التوجه السياسي الواحد حتى يتسنى لهذه الأحزاب تحقيق أهدافها وبرامجها السياسية.
لذلك وجب علينا أن نعمل جاهدين لتكوين الأيديولوجية السياسية المصرية المستمدة من هويتنا المصرية الوطنية، والتي تحمل في طياتها طبيعة المواطن والدولة المصرية بمراحل تكوينهما، مدركين حجم التحديات التى تواجه الوطن محليًا وإقليميًا ودوليًا، ومراعاة الطبيعة الجغرافية والإستراتيجية والأمن القومي لمصر.