الأجيال الجديدة محظوظة، فقد عاشت تغيرات سياسية فشهدت ثورات ومظاهرات وتعددا فى أنظمة الحكم، وشهدت أيضا تغيرات ثقافية فذهبت إلى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى أرض المعارض بمدينة نصر، وها هى أيضا تذهب إلى مكانه الجديد فى التجمع الخامس.
وحسبما أظهرت الصور المنتشرة فى الأخبار وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، وحسبما أكد الناشرون المشاركون فإن المكان مجهز بشكل «دولى» حقيقى، وأن كل شىء منظم وأن الصورة سوف تصبح حلوة.
لكن ما نرجوه من المعرض هذا العام فى دورته الخمسين أكثر من الصورة الحلوة، نريد عودة قوية لمصر الثقافية فيما يتعلق بالمعارض وسوق الكتب خاصة أن بعض الدول العربية قد تقدمت عنا فى هذا الشكل التنظيمى نظرا لإمكانتها المادية، لكننا لا نحتاج الكثير لنصبح فى صورة أفضل، فقط بعض التنظيم ورؤية حقيقية لقيمة الذات.
أتمنى أن يطرح الناس فكرة بُعد المكان من أذهانهم خاصة بعد توفير خطوط نقل من أماكن محددة، وأن يفكرون بمنطق الرحلة، ولدى يقين فى أن الناس سيذهبون إلى معرض القاهرة الدولى للكتاب وسيجدونه مختلفا وسيشترون ما تيسر لهم من الكتب، وستقضى الأسر وقتا طيبا بين الأروقة والأنشطة الفنية والثقافية، وسيعودون إلى بيوتهم فى حال أفضل ورغبة أكبر فى العمل المنظم.
كنت أتمنى أن يشارك أكبر قدر من تجار سور الأزبكية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وألا يكون الأمر قاصرا على خمسة تجار فقط، لأنها كانت فرصة حقيقية لهم، وأتمنى أن يكونوا موجودين فى الدورات المقبلة بشكل يليق بالمعرض وبهم.
أتمنى توفر الكتب مخفضة الأسعار والنسخ الشعبية وأن تفكر دور النشر والمكتبات فى أن الأمر أكبر من مجرد بيع وشراء، لكنه إثبات ذات ووجود، وطبعا أتمنى لهم أن يعودوا مجبورين الخاطر راضين متشوقين إلى الدورة المقبلة.
يهمنى أن يجد الأطفال سعادة أكبر فى هذه الدورة، وأن تكون البرامج المخصصة لهم حافلة بما يسليهم ويحفزهم ويفتح الباب لخيالهم، وبالتالى أتمنى وجود أنشطة بصرية متعددة فى ألعابهم وبرامجهم الثقافية.
أتمنى أن تمر هذه الأيام المباركة ومصر كلها تعرف أن هناك مهرجانا ثقافيا كبيرا وأن يلقى الإعلام الضوء عليه ويمنحه مساحة من وقته، خاصة أنه هذه المرة حكاية جديدة ومولد جديد يحتاج إلى التشجيع.