عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله.. وكل عام ومصر وشعبها وحماتها فى خير وأمن وأمان
لكل إنسان أحلام، وتطلعات، وحقوق، يحلم بأن يكون لديه أسرة، وأن يمتلك بيتًا، ويتطلع لمستقبل أفضل، وهذا حق له أن يحلم به وأن يسعى لتحقيقه..
ولكى يستطيع أن يصل إلى ما يسعى إليه، فعليه أولاً أن يشعر بالأمن والأمان فى وطنه والبيئة المحيطة به، ليكون مطمئنًا على أفراد أسرته وممتلكاته.
وبتحقيق الإنسان لما يطمح إليه تبنى الأوطان، تُبنى على أكتاف أبنائها، وبعلمهم وعزيمتهم، يكون الإعمار والإنتاج.
والوطن يمتلك ثروات متعددة، وممتدة على أراضيه، فالإنسان هو نفسه ثروة وأمانة، وممتلكاته ثروة، والمؤسسات التى تخدم المواطنين هى أيضًا ثروة وحق لهم «كالمدارس والجامعات والمستشفيات»، فكل ذلك من ثروات الوطن، وقدتكفلت الدولة بالحفاظ عليها من خلال جناحين حملا على عاتقهما مسؤولية الحفاظ على الوطن وثرواته وأبنائه، وهما «الجيش والشرطة».
فبفضل الله على مصرنا، وبفضل جهود وتضحيات هاتين المؤسستين نحيا فى أمن وأمان يتيح للإنسان أن يمارس حياته دون قلق أو خوف أو تهديد، وحتى إن حدث أى اعتداء على شخصه أو ممتلكاته فهو يعلم أن هناك من سيبذل ما فى وسعه ليرد له حقه، وينال المعتدى جزاءه العادل، فنجدهم حقًّا «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه»، وأقسموا أن يحافظوا على الإنسان والوطن وثرواته.
فرجال الشرطة هم المنوط بهم هذه المهمة التى تستنفد الكثير والكثير من الوقت والجهد، وأحيانًا ما تستلزم التضحية بالروح من أجل القيام بها.
فأنت فى عملك تأمن على أولادك فى مدارسهم، وعلى بيتك وكل غالٍ وثمين، وهذا الشعور بالأمان يرجع إلى ثقتك بأن هناك من يسهر ليرعى مصالحك.
فنحن نحيا تحت ستار من الأمن والأمان نسجه لنا رجال لن يتوانوا عن التضحية بأرواحهم فى سبيل القيام بما عاهدوا الله عليه.
فكم من القصص عايشناها أو استمعنا إليها عن رجال شرطة تعرضوا لإصابات خطيرة وفقدوا أجزاءً من أجسادهم، وفقد البعض أرواحهم استشهادا أثناء قيامهم بواجبهم، خاصة أن بلدنا الآن يخوض حربًا ضد أعدائه الذين يريدون به شرًا، ولا يريدون لأبنائه استقرارًا أو أمانًا.
ومما يدهش العقول وننحنى له احترامًا وتقديرًا أنك إذا استمعت إلى مصابيهم، أو ذوى من استشهد منهم، لوجدته راضيًا صابرًا محتسبًا بل سعيدًا بما قدمه لوطنه، وأراد لو قدم المزيد.
فهم لنا العين الحارسة التى قدمت صالح الوطن وأبنائه ومحاربة أعدائه على كل شىء حتى أنفسهم،
فعن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِى سَبِيلِ الله» رواه الترمذى وحسنه.
فهنيئًا لهم البشرى من رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، وهنيئًا لهم حب واحترام وتقدير كل الوطن.
ومن أبرز تضحيات رجال الشرطة ما وقع فى عام 1952 ووجب تخليد ذكراه، فعيد الشرطة هو يعد تخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية 1952 التى راح ضحيتها خمسون شهيدا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزى فى 25 يناير عام 1952 بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزى.
فكل عام ومصر وشعبها وحُماتها فى خير وأمن وأمان.