لمصلحة من تشويه سمعة مصر؟.. عزيزى القارئ كل ما أطلبه منك أن تتجرد لساعة واحدة فقط من انتمائك السياسى وتعيش هذه الساعة كمواطن مصرى فقط، غير متأثر بانتمائك أو هويتك السياسية، فسواء كنت من مؤيدى الرئيس السيسى أو معارضا له، كل ما أطلبه أن تتخلى لمدة ساعة واحدة فقط عن عاطفتك السياسية، لتحاول إيجاد إجابات عن هذه الأسئلة لعلك تصل معى إلى الطريق الصحيح، وبعدها تعود مرة أخرى لانتمائك وفكرك السياسى.
عزيزى القارئ ألم تسأل نفسك: لمصلحة من زيادة الشائعات حول الوضع الاقتصادى فى مصر؟ فمن المستفيد مما سمعناه ورأيناه على مدار الأيام الماضية من أخبار متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعى لم يثبت صحتها، وهدفها زيادة الضغط على وضعنا الاقتصادى الذى يشهد عثرات مرتبطة بتضييق تمارسه قوى إقليمية ودولية علينا؟ فبعد إعلان شركة أينى الإيطالية انتهاءها من حفر البئر الثانية فى حقل «ظهر» وبدئها فى حفر البئر الثالثة، على أن تتضمن المرحلة الأولى حفر 6 آبار باستثمارات 4 مليارات دولار تضخها الشركة على مدار عامى 2015/2016 و2016/2017 من إجمالى استثمارات المشروع البالغة حوالى 12 مليار دولار، خرجت بعض الصحف العالمية ومنها صحيفة «وول ستريت جورنال» لتنقل كذباً عن شركة أينى قولها، إنها تخطط لخفض استثمارات وبيع حصص فى حقول نفط وغاز منها حقل ظهر، بما يساعدها على زيادة توزيعات الأرباح، والتحول إلى مساهم أصغر حجما فى قطاع التنقيب، مع التركيز على الغاز، وبعد ذلك ثبت كذب هذه التصريحات بعدما أكدت الشركة الإيطالية التزامها ببرامج البحث والاستكشاف الموجودة فى الاتفاقية البترولية، وآخرها كان خطة تنمية حقل ظهر.. والغريب أن بيننا من ساعد على نشر الخبر الكاذب ولم يلتفت لنفى الشركة، وكأنه ينوى إثارة البلبلة.
لمصلحة من أن يلتقى الأستاذ بهى الدين حسن، الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، ويطالبه بالتدخل بما يملكه من قوة سياسية باعتباره على رأس أكبر منظمة دولية لكى تتخلى الحكومة المصرية عن قضية التمويلات الأجنبية.. نعم استدعى الأستاذ بهى تدخل الأمم المتحدة لأنه لا يريد أن يقول للمصريين كم حصل على أموال من منظمات دولية وفيما أنفق هذه الأموال وكم دخل فى حساباته الشخصية هو وغيره من المنتفعين باسم منظمات لمجتمع المدنى!
لمصلحة من يقف مجموعة من المصريين أمام السفارة المصرية فى إيطاليا رافعين شعارات تتهم الحكومة المصرية بقتل الشاب الإيطالى رجينى، رغم أن الإيطاليين أنفسهم لم يقولوا ذلك؟!
لمصلحة من هذه الشماتة التى ملأت قلوب البعض ممن يحملون الجنسية المصرية بعد القرار الروسى بوقف رحلاتها الجوية إلى مصر بعد إسقاط الطائرة الروسية فى سيناء؟ هل وصل الخلاف السياسى إلى درجة الشماتة فى الوطن، ولماذا وصلنا إلى هذه الدرجة؟!
لمصلحة من هذه الحرب النفسية والإعلامية التى تمارس ضدنا وللأسف تتم بمساعدة ومباركة مصريين، وكأن البلد لا يعنيهم فى شىء، بعدما أعماهم الخلاف السياسى وجعلهم فى خلاف مع الدولة ككل.
نعم هناك أخطاء لا يمكن الدفاع عنها أو تبريرها لكن ألم يكن أولى بهؤلاء أن يفتحوا النقاش عليها فى الداخل بدلا من استدعاء الخارج؟ ألم يفكر هؤلاء فى أن الخارج مهما كان حديثه المعسول هو فى النهاية يبحث عن مصالحه هو؟ فمصر لا تهمه فى شىء إلا تنفيذ ما يريدونه، ألم يراجع هؤلاء التاريخ جيداً ليدركوا أن الوطن هو الباقى لهم، وأن الخارج مهما كانت قوته وقوتهم هم فإنه فى النهاية يتلاعب بهم وسيلقيهم فى أول الطريق، كما فعلوا من قبل فى العراق حينما دخلتها الولايات المتحدة بدعم من أحمد الجلبى ومن معهم، وحينما حققت واشنطن ما خططت له ألقت بالجلبى وبدأت تبحث عن فريسة جديدة.