- لا تزعجوا طائرًا نزل بجوارنا وحل فى رحالنا.. أجلوا العمل حتى تفرخ وتطير
من نعم الله علينا كمصريين أنه أكرمنا بهذا البلد العظيم «مصر» واختاره وطنًا لنا، ونحن جميعًا لدينا ما نبحث عنه ونسعى للوصول إليه، لكن تبقى أغلى الأمنيات هى «العيش الآمن»، فكلنا باختلاف عقائدنا وثقافتنا نبحث عن الأمن والأمان، ومن ثمَّ الاستقرار، فى بيوتنا وأعمالنا وطريقنا فى كل وقت وكل مكان.
فالشعور بالأمان هو مفتاح السعادة الداخلية لكل إنسان، وينطلق منه ومعه السعى إلى العمل والجد والإنجاز، كيف لا ونبى الله إبراهيم «عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام» قد قدّم فى دعائه طلب الأمن على طلب الرزق فى قوله تعالى: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أجْعَلْ هذَا بَلَدًا آمِنًا وَأرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ».
فشعور المواطن بالأمن والاستقرار فى وطنه هو نعمة كبيرة من الله عز وجل، ومطلب تصغر بجانبه مطالب أخرى.
- فالأمن هو الاطمئنان وعدم الخوف، وهو: عدم توقع مكروه فى الزمان الآتى.. أى أن الأمن هو حجر الأساس الذى يقوم عليه الاستقرار، ويعلو فوقه البناء الذى يصل بِنَا إلى مستقبل أفضل.
فمن حق كل مواطن على أرض هذا الوطن أن ينعم بشعور الأمن والأمان الذى يُهيئ مناخًا مناسبًا للاستثمار والإنتاج.
ولا يشك أحد فى هذا البلد أننا نعيش أمنا واستقرارًا، ومن ثمّ نحيا حياة البناء والاستثمار والعمل، فإن انتشار الأمن فى ربوع مصر هو أهم عامل جذب للمستثمرين ورجال الأعمال لبدء مشروعات تستوعب الكثير من الأيدى العاملة مما يساهم فى «الأمان الاقتصادى» وتحسين مستوى دخل الأفراد، ولهذا كانت ولا زالت الدولة بكل قطاعاتها تعمل جاهدة على محاربة كل من يهدد أمن شعبها ويحاول زعزعة استقرارها، وتضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن ومقدرات شعبه.
وغياب الأمن هو من أشد أنواع الابتلاء التى قد تصيب أمة من الأمم، فقد قال ربنا: «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ»، فذكر الخوف، وهو غياب الأمن قبل الجوع والفقر.
وديننا الإسلامى الحنيف شديد الحرص على أمن وسلامة الإنسان، فبيّن له حقوقه، وعقوبة من يعتدى عليه، فكم فى تاريخنا من قصص اقتص فيها القضاء العادل من المعتدى «وإن كان مسلمًا» لصالح المعتدى عليه «ولو كان على غير الإسلام»، حتى يعم الأمن والطمأنينة ويشمل كل المخلوقات، فمن ما رواه المؤرخون أنه أثناء ولاية عمرو بن العاص «رضى الله عنه» على مصر، وحين أراد عماله إزالة فسطاطه «خيمة»، وجدوا فيه حمامة قد وضعت بيضها، فأوقفوا العمل وذهبوا إليه ليخبروه، فقال لهم: «لا تزعجوا طائرًا نزل بجوارنا وحل فى رحالنا، أجِلوا العمل حتى تفرخ وتطير»، فلم يشأ القائد عمرو بن العاص أن يروع حمامة تنتظر فراخها، ويبدل أمنها خوفًا.
فالأمان نعمة عظيمة، تكرر ذكرها فى القرآن الكريم:
«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا».
ويجب أن نسجل كل تحية وشكر وإعزاز وتقدير لرجال أمننا ورجال قواتنا المسلحة الباسلة الذين يبذلون كل جهدهم لاستتباب الأمن، والضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه زعزعة أمن البلاد والمواطنين، فالجميع يشعر بهذا الأمن والاستقرار فى جميع أنحاء وطننا الحبيب، وما تبذله الدولة بقيادة السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى فى كل المجالات من أجل الإصلاح والتطوير والنهوض بمصرنا الحبيبة.
حفظ الله مصر وحفظ أمنها