لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، والفريق يونس المصرى وزير الطيران يعزو الفضل لأهله، ويوقع برقية رائعة اعترافًا بفضل جنود مصر للطيران المجهولين فى تحقيق المستهدف وزيادة أرباح محققة، أعلنها رقميًا، 951 مليون جنيه فى الستة أشهر الأولى من العام المالى 2018/2019.
الرقم المتحقق بعد سنوات عجاف مرت على مصر للطيران، يعد إنجازًا يتم لأول مرة ليس فقط لأنه يمثل أضعاف ما تم تحقيقه عن نفس الفترة فى عامى 2009 و2010، والذى تحقق فيها أفضل عائد مادى لشركات مصر للطيران، ولكن أيضًا كما يوصفه الفريق يونس، «بالإنجاز لأنه تحقق فى ظل التحديات والصعوبات التى تشهدها صناعة النقل الجوى خلال الفترة الحالية وظروف مختلفة عن ذى قبل».
سُنَّةٌ حميدة يستنها الفريق يونس، نموذج ومثال ينسب الفضل لأهله، وهذا من حسن الخصال الشخصية، وحسن الأداء الوزارى، لم ينسب الفضل لنفسه أو لكبار المسؤولين والتابعين، ولكن للجنود المجهولين، لأصغر عامل فى مصر للطيران، لجميع القيادات والعاملين بشركتنا الوطنية، وهذا جديد على الأسماع تمامًا.
لفتة طيبة من وزير نابه، يستنفر الجهود المخلصة، يثمن الإنجاز، ويستشرف المزيد، ويحلق بمعنويات جنود مصر للطيران إلى عنان السماء، برقية الوزير تسجل الإنجاز وتعلنه وتنسبه لأهله، ليت قومى يفقهون المعنى الكامن فى البرقية.
مصر للطيران شركتنا الوطنية تذهب إلى الربح بعد خسارة كادت تعجزها عن التحليق المنافس فى سماوات مفتوحة، ما يشرح القلب أن تتحول شركة وطنية خاسرة إلى رابحة، أن تتحمل كل شركة أعبائها وتنفق من عوائدها وتحصى أرباحها، وتعلنها فخورة بما تحقق، وتحتفل بنجاحها، وتشرك رجالها فيما تحقق، وتغبطهم على إنجاز باهر تحقق.
القيمة الحقيقية فى برقية الفريق يونس ليست فى الرقم المتحقق، ولكن فى النقلة المعنوية الهائلة التى تحدثها فى نفوس العاملين، أخيرًا هناك مدير يُشعر مرؤوسيه أن هناك شيئًا ذى قيمة تحقق، أن مكسبًا تحقق، وأن جهودهم لم تذهب سدى، أو ينسبها لنفسه، أو يصمت عنها، أو يمررها من فوق الرؤوس دون اعتراف بالفضل لأهله.
البرقية مكتوبة بعناية فائقة وتنسب النجاح فى الأخير إلى عائلات جنود مصر للطيران، يشكر الفريق يونس أسر العاملين فى البيوت، شركاء النجاح، الأسر التى اجتهدت من وراء هؤلاء الرجال، برقية راقية يقول فيها الفريق يونس: «ولا يفوتنى أن أقدم التحية لأسركم الكريمة، فهم الجنود المجهولون الرابضون خلفكم شركاء النجاح فى هذه المنظومة الكبيرة التى لا تكتمل إلا بهم، وإننى أدعوكم جميعًا لبذل المزيد من الجهد والعمل الجاد لتحقيق أفضل النتائج ومضاعفة هذه الأرقام خلال الفترة المقبلة».
الفريق يونس القادم من سلاح الطيران المصرى يستبطن معنى «الامتنان»، والامتنان من شيم الكرام، ويهدى نجاح رجاله إلى الشعب المصرى الذى يتوق إلى نجاحات شركاته الوطنية ويدعمها بالسفر على جناحها، لا يرتضى بغيرها بديلًا، يقول ممتنًا: «وتأكدوا أن الجهد الذى تبذلونه هو لكم ولأسركم وفخر لأبنائكم من بعدكم، فالشركة الوطنية هى ملك لكل مصرى ومن حقكم أن تفخروا أنكم من أبنائها، فالتحديات كبيرة ولكنها ليست كبيرة على عزم وقوة وأمانة أبناء مصر للطيران، فأبشروا وتيقنوا بأن القادم أفضل بإذن الله».
ويطلب المزيد من الجهد: «كما أؤكد أننى على ثقة فى قدرة وكفاءة أبنائى العاملين بالوزارة وشركاتها التابعة الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل الارتقاء بقطاع الطيران المدنى ولكى يكتبوا بحروف من ذهب تاريخًا جديدًا لهذه الصناعة المهمة ورفع اسم مصر ومصر للطيران عاليًا ليظل محلقًا فى سماء العالم».