ما جرى من شذاذ الآفاق الذين سخروا من الصلوات المسيحية، لقد أتوا بفعل كريه لا يقترفه إلا فاسد، والاعتذار عنه مستوجب لإخوتنا، وتحكيم القانون فيما حدث من هؤلاء فعل أمر، وكما حوكم أطفال مسيحيون على فعل مماثل وأدينوا بالجرم المشهود، فليحاكم هؤلاء، لن يلجم هذه الفتن إلا القانون الصارم، الفتن من مستصغر الشرر.
شلال الغضب المسيحى الطافح على صفحات فيس بوك مقدر تمامًا، ولكن هذا لم يمنع أصواتًا رشيدة تقف موقفا مسيحيا يعبر تماما عن الروح المسيحية، فوجئت على صفحتى على فيس بوك ببوستين كتبهما قبطيان نابهان، فتوقفت أمامهما مليًا، فيهما تجسيد لمعنى المحبة، التى هى عنوان للمسيحية، واستبطان لعظة الجبل التى تركها المسيح عليه السلام وصية: سمعتم أنه قيل: «.. وأما أنا فأقول لكم أَحِبُّوا أعداءَكم.. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مُبغِضيكم.. وصلوا لأجل الذين يسيئُون إليكم ويطردونكم».
وبعد إذن الصديقين، أنشر البوستين لعل وعسى ينيران لنا طريقا، البوست الأول كتبه Marco Botros ونصا يقول: «مع كامل احترامى للجميع أعرف أن رأيى فى هذه المسألة قد يزعج كثيرين، ولكن عندى بعض ملاحظات سريعة حول أزمة طلاب الأزهر وفيديو السخرية من صلاة الكنيسة الأرثوذكسية:
1 - يجب مقارنة هؤلاء بما حدث مع أطفال مسيحيين منذ سنوات لأننا فى وقتها رفضنا ما حدث من تعنت مع هؤلاء الأطفال «يجب أن تكون المواقف ثابتة».
2 - أسلوب الترويج لمثل هذه القضايا الشائكة يأتى بمزيد من التوابل والبهارات على السوشيال ميديا، حيث تابعت الفيديو من أول يوم لم يكن يسجل مشاهدات تقريبًا تذكر إلا بعد نشره على أحد المواقع الإلكترونية المسيحية، التى تتبنى «...».
3 - فكرة إلصاق الأزهر بالحادثة أمر مرفوض مثلما نرفض إلصاق الكنيسة فى أحداث مشابهة مع تغيير أطراف القضية.
4 - كانت فرصة ذهبية للأقباط أن يظهروا شريعة المحبة للسيد المسيح ولكن أغلبنا ركن إلى شريعة العين بالعين والسن بالسن لموسى النبى.
5 - إذا كان لنا أن نتحدث عن الدولة ودورها فى مثل هذه الحوادث المتفرقة فإن دورها أعمق من الدور الأمنى والعقابى.. إذ أتصور أن هناك دورًا تشريعيًا بخصوص قانون ازدراء الأديان المعيب!!! كذلك ضرورة الاهتمام بالتعليم من أجل خلق أجيال تنتمى إلى الوطن لا الدين.
والبوست الثانى من الصديق Nagah Boulis ونصًا يقول: من منكم بلا خطيئة فليرمهم أولًا بحجر.. أين الروح المسيحية المتسامحة من هؤلاء الصبية السذج المغرر بهم؟
لماذا نحملهم وزر خطيئة مؤسسات الدولة «....»، التى تلقفت بلاغات ضد المراهقين الأقباط الخمسة ووضعت على قلبها ضياع مستقبلهم؟
فالمقارنة وإن كانت هامة حول موقف مؤسسات الدولة من الحادثين، فهى ليست فى موضعها إزاء أولئك الفتية المندفعين ضحايا العنصرية والكراهية المتوغلة فى جنبات المجتمع.
وفى سياق آخر.. ماذا يفيد الانتقام والتشدد تجاه هؤلاء الصبية وسجنهم سوى ضياع مستقبلهم وخروجهم للمجتمع، وقد زاد تطرفهم وكراهيتهم للآخر وانضمامهم لمحور الإرهاب!!
فَعّلوا قيم الصفح والتسامح، ولتكن مبادرة للمجتمع لتكريس المفاهيم المدنية بعيدًا عن قضايا الحسبة والحجر على المجتمع وسلوكيات أفراده.. خلاصته، الأحبة كفونى الكلام.