أمس شكرت وزارة الثقافة على إعلانها تقديم منحة فنية للدول الأفريقية فى أكاديمية الفنون، وهو الأمر الذى ناديت به منذ سنوات، وفى الحقيقة فإننى أتمنى أيضا أن يشمل اهتمامنا بحاضر أفريقيا اهتماما آخر بماضيها، ولهذا أعيد نشر اقتراحى بأهمية إنشاء متحفا للفنون الأفريقية، وفى الحقيقة فإننى لا أعرف لماذا تأخرت مصر فى عمل متحف للفنون الأفريقية بعد أن كانت سباقة دائما فى عمل المتاحف المتخصصة، لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله، وأن تأتى متأخرا خير من ألا تأتى، ولهذا أوجه الدعوة اليوم إلى وزارة الثقافة، بضرورة إنشاء متحف للفنون الأفريقية بما يسهم به هذا المتحف من زيادة المحبة والمعرفة مع دول أفريقيا الصديقة، كما أن لهذا المتحف أثرا بالغا فى إزالة الصورة السلبية عن أفريقيا فى مصر، وإزالة الصورة السلبية عن مصر فى أفريقيا.
كانت مصر سباقة فى عمل المتاحف المتخصصة، وكانت مصر من أوائل دول العالم التى أنشأت متحفًا زراعيًّا ومتحفًا جيولوجيًّا وغيرهما من المتاحف المتخصصة المتميزة، لكنها للأسف، كما قلت سابقًا، تأخرت فى عمل المتحف الأفريقى، فسبقنا إليه الكثير من دول العالم، وللأسف أيضًا فقد نالت التحف الأفريقية مؤخرًا اهتمام الكثير من دول العالم حتى باتت دول العالم المختلفة تتسابق فى اقتناء تلك التحف الأصلية الغنية بالتفاصيل الثقافية المتنوعة حتى وصلت أسعار تلك التحف إلى مبالغ خرافية بعد أن كانت لا تحظى بنفس الاهتمام، وهو ما يعنى أننا كلما تأخرنا فى عمل هذا المتحف زاد الأمر صعوبة بعد أن يقل المعروض من التحف الأفريقية المتميزة.
هنا لابد أن أشير إلى أننى لست أول من ينتبه إلى هذا الأمر، وقد سبق أن انتبه إليه الوزير السابق «فاروق حسنى»، الذى نسأل الله أن يمتعه بالصحة والعافية، إلى هذا الأمر، وقد دعا الفنان الكبير فى عام 2008 إلى إقامة هذا المتحف فى الاحتفال بيوم أفريقيا، وقال فى هذا اليوم، إنه عرض خلال الحفل مشروع إقامة متحف أفريقيا الكبير تحت عنوان «متحف للتراث الأفريقى»، واختار له مكانا هو قلعة صلاح الدين الأيوبى، على أن يضم سيرة متكاملة عن تاريخ القارة السمراء، وتقاليد شعوبها وقبائلها، وأهم العادات التى تتفرد بها القارة الأفريقية، إضافة إلى عدد من القطع الأثرية والتراثية التى تحكى كل منها قصص وتاريخ كل شعب من شعوب هذه القارة العريقة الغنية بتراثها وموروثاتها، ووجه فاروق حسنى وقتها الدعوة إلى جميع الدول الأفريقية للمشاركة فى دعم هذا المتحف وإمداده بمقتنياتهم الخاصة التى تعبر عن تاريخ شعوبهم وتراثهم وحضارتهم، حتى يكون متحفًا فريدًا من نوعه، وواجهة ومرآة للقارة الأفريقية، فهل نكمل ما انقطع أم نزيد القطيعة؟!