التعصب آفة رياضية سيئة تؤدى مع مرور الوقت لانهيار المنظومة الكروية، خاصة فى ظل قلة الوعى الرياضى للجماهير وضعف مستوى المنظومة الرياضية التى فشلت فى التركيز على المعنى الحقيقى للتنافس الشريف، فقد فقدت المنافسة الكروية خلال المواسم الأخيرة براءتها وعذريتها، بعد أن اقتحمتها وصلات الردح والشتائم على مواقع «التواصل الاجتماعى» والفضائيات والمواقع الإلكترونية، وأصبحت المصالح الذاتية هى الغالبة حتى وصلت لدرجة أنها أهم من العلاقات البشرية، فالصراع الدائر فى الوقت الراهن يؤكد أن هناك مستقبلًا مظلمًا يحوم حول الرياضة فى مصر مما يؤدى فى النهاية لشطب كلمة التنافس الشريف من «القاموس الكروى».
ختمت المقال السابق بالحديث عن أهم أسباب تفشى التعصب الكروى، وهنا أرى أن المتهم الأول فى هذه القضية البرامج الرياضية، خصوصًا أن معظم العاملين فيها غير مؤهلين من الأساس والمصالح والأهواء الشخصية هى المتحكم الرئيسى فيها، فالكل يعمل تحت شعار «السبق الإعلامى»، وهو شعار يدخل ضمن الشعارات الوهمية الأمر الذى تسبب فى فضائح وكوارث نعانى آثارها حتى الآن، فقد خرج أغلب محللى الفضائيات ومقدمى البرامج الرياضية للأسف عن الطريق الصحيح وأصبحوا هم سببا فى تلك الأزمة التى تعانى منها الساحة الكروية حاليًا، لاسيما أنهم يتعمدون استضافة شخصيات بعينها لإثارة حالة من الجدل للحصول على نسبة مشاهدة عالية، وهو ما أوجد حالات غير مسبوقة من العنف اللفظى ليس فقط بين الجماهير على ساحات «السوشيال ميديا»، بل امتد الأمر إلى اللاعبين أيضًا، فضررهم بات أكثر من نفعهم لتأثيرهم الذى يخلق دوافع سلبية لدى الجماهير ويدفعهم لمزيد من التعصب، حتى بدأنا نسمع ونرى حوادث وأفعالا تحدث لأول مرة فى المدرجات وداخل الملاعب وخارجها.
الخلاصة تقول: «رغبة معظم القنوات الفضائية فى جذب المشاهد لزيادة حجم الإعلانات بها أصبح يطغى على البرامج الرياضية فأصبحنا نرى تحليلات لمباريات مستواها ضعيف جدًا ولا تحتاج فى الأصل إلى هذه المساحة الزمنية الكبيرة التى تخصصها القناة، والأعجب هنا أيضًا أننا نرى لاعبًا معتزلًا حديثًا أو آخر لايزال يمارس اللعبة هو الذى يقوم بالتحليل بصفته خبيرًا كرويًا أو ناقدًا رياضيًا، وتغلب عليه انتماءاته مما يتنافى تمامًا مع ما نعرفه بأن التحليل الكروى علم وفن وحياد، وأدى ذلك فى النهاية لصنع العديد من الاتجاهات المعادية لدى الجماهير وزيادة حالات التعصب».. للحديث بقية.