ملخص قضية الفتنة الكروية يؤكد أن زيادة حالات التعصب والشغب الجماهيرى التى انتشرت مؤخراً بين جميع الأندية وعلى رأسها طبعًا الأهلى والزمالك باعتبارهما الأكثر شعبية، سببها الرئيسى الشحن الإعلامى غير المبرر لجماهير الفريقين، سواء كان عبر البرامج الرياضية أو المواقع الإلكترونية وغيرها، مثلما أشرت فى المقال السابق، فمن خلال المتابعة لمعظم مقدمى البرامج الرياضية عبر الحديث عن ظاهرة التعصب الكروى، تجد أن المواقف والأمور تسير عكس التيار وإن دل على شيئاً يدل على عدم الوعى الثقافى والتقدير للأمور، وأننا أصبحنا نفتقد الأخلاق وأبسط الأحاسيس والمشاعر الإنسانية.
اليوم نحن بحاجة للقضاء على فكرة العمل بـ«الحقن المسكنة»، فمهما كانت العقوبات التى وقعت وستقع على الخارجين عن القانون والمخالفين لعرف المنافسة الشريفة، لن نقضى على تلك الظاهرة السلبية إلا بعد العودة إلى الطريق الصحيح، وبدء خطوات إيجابية جادة ومحسوبة بين جميع الأطراف، ويكون هناك قرارات حاسمة وتدخلات كبيرة لإنقاذ ما يمكن إنفاذه وقبل كل ذلك أن ننفذ قوانين اللعبة بحذافيرها، ونرسى مبدأ المساواة بين الجميع، ونبتعد عن المحاباة والمحسوبية والمصالح الذاتية، فالأمر لا يحتاج تدخل وزير الشباب والرياضة كما ينادى البعض، إنما يحتاج إلى ضمير حى والعمل الجاد على إنقاذ البلد من الضياع خلف أفكار هدامة وأخطاء جسيمة بسبب جهل لاعبين ومسؤولين بلوائح وقوانين الرياضة، ونحتاج إعلاميين لا يلعبون على وتر مشاعر الجماهير لكسب شعبية زائفة، فأنا حزين حينما أقول هذا الكلام، ولكنه أمر واقع فيجب ألا ندفن رؤوسنا فى الرمال مثل النعام، لأن السكوت يجعل الموقف ذاته يحدث مرة أخرى فلابد أن يستعيد الجميع شعار «التنافس الشريف»، ويتأكدوا أن البعد عن التعصب الأعمى هو أسلم طريقة للبحث عن المصلحة الكبرى وهى رفعة اسم مصر فى المحافل الدولية. «الصلح خير».. هذا الشعار نتمنى أن يسيطر على الشارع الكروى خلال المرحلة المقبلة، وطبعاً نأمل أن تتبناه كل وسائل الإعلام سواء المرئية أو المسموعة، خصوصاً أننا مقبلون على استضافة كأس الأمم الأفريقية 2019، التى أعتبرها فرصة ذهبية لوأد نار الفتنة المشتعلة بين جماهير قطبى الكرة المصرية.. «نحن لمنتظرون».